بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إختصارالفصل الثاني من كتاب (صلاة الخاشعين ): الأسرار الباطنية للطهور
تأليف : الشيخ حبيب الكاظمي
ان على المؤمن أن يعلم بإن الإرتباط بالله عز وجل لابد له من مراحل وتدرّج ,
فالملاحظ ان الأئمة عليهم السلام وعلى رأسهم النبي المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - تبدأ صلاتهم من الوضوء,
لا من الآذان ولا من الإقامة , ولا من التكبيرات الإفتتاحية , ولا من تكبيرة الإحرام ,,
وإنما تبدأ الصلاة لديهم من الوضوء ..
إن أدعية الوضوء من الأدعية التي تُهيأ الإنسان لجو الصلاة ..
فأدعية الوضوء من مصاديق المناجاة المُعبِّرة , ولو قرأها الإنسان أثناء الوضوء بتوجه لأختلط ماء وضوءه بدموع عينيه ..
يغسل وجهه فيقول : ( اللهم !.. بيض وجهي يوم تسودُّ فيه الوجوه )
يتوضأ وإذا به ينتقل إى عرصات يوم القيامة , حيث الوجوه السوداء التي سودتها نيران غضب الله عز وجل ..
يغسل يديه فيقول : ( اللهم ! .. أعطني كتابي بيميني والخلد في الجنان بيساري , وحاسبني حساباً يسيرا )
ثم يغسل يده اليسرى ويقول : ( اللهم !.. لا تعطني كتابي بشمالي , ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي , وأعوذ بك من مقطعات النيران )
يتذكر أهوال يوم القيامة ..
ثم يغسل رأسه ويقول : ( اللهم !.. غشّني برحمتك وعفوك وبركاتك ) ..
ثم يمسح قدميه , فينتقل من مسح القدم إلى موضع الصراط فيقول : ( اللهم !.. لا تزل قدمي يوم تزل فيه الأقدام , واجعل سعيي فيما يرضيك عني ياذا الجلال والإكرام ) ..
إن الإسلام أراد من الإنسان أن يبدأ صلاته من الوضوء , حيث أن عملية الوضوء تذكير بضرورة الأطهار الباطنية ..
كأن الله عز وجل يريد أن يقول : كما أنك تطهر ظاهرك وتغسله بالماء القراح الطاهر وغير المغصوب , عليك أن تطهر باطنك أيضا ..
فالصلاة عملية قلبية , ومع ذلك جُعلت طهارة البدن والثياب شرطا في صحة الصلاة ,
ألا تعتبر الطهارة الباطنية - بعد ذلك - من الشروط أيضاً ؟؟
ألا يدعونا الأمر بالطهارة الظاهرية إلى أن نطهر القلب قبل لقاء الله عز وجل ؟!..
إن الإنسان الذي يتدنس بين الصلاة والصلاة عليه ألا ييأس , فكما أنه يزيل الدنس الظاهري بالتطهير والوضوء , فإنه يمكنه أيضا أن يزيل الدنس العارض على روحه بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى ..
ولهذا يُلاحظ من خلال أدعية الوضوء أن هناك دعوة لطهارة الباطن ..
فالذي يتوضأ بهذه النية , ويلتزم بأدعية الوضوء , يجمع بين طهورين :
طهارة البدن , وطهارة الباطن ..
وقد أكد العلماء كثيراً من خلال الروايات أن الطهور سنّة المؤمن والمسلم
قال النبي - صلى الله عليه وآله وسام - : يقول الله تعالى : ( من أحدث ولم يتوضأ فقد جفاني , ومن أحدث وتوضأ ولم يصل ركعتين فقد جفاني , ومن أحدث وتوضأ وصلى ركعتين ودعاني , ولم أجبهُ فيما سألني من أمر دينه ودنياه , فقد جفوته , ولستُ بربّ جاف ) ..
تحياتي ..؟... شهيناز