أطلق الجيش السوري معركة "أمان السيدة زينب" التي تستهدف إعادة السيطرة على المناطق المحيطة بمقام الحوراء زينب بنت امير المؤمنين الامام علي عليهما السلام في جنوب العاصمة دمشق وتطهيرها من الارهابيين .
حيث ذكر مصدر عسكري سوري في تصريح صحفي أن: وحدات الجيش اتخذت القرار الحاسم بإطلاق " معركة أمان السيدة زينب" عليها السلام ولن تتوقف العملية حتى تطهير كل محيط السيدة زينب عليها السلام .
ويأتي هذا بالتزامن مع العمليات العسكرية في جنوب دمشق في نفس نطاق العملية في كل من القدم والعسالي والحجر الأسود ووحجيرة وبيت سحم وسيدي مقداد وببيلا ويلدا وتوقعات بامتدادها لمخيم اليرموك .
وقد ذكرت مصادر معارضة أن الجيش السوري قام حشد تعزيزاته لليوم الثاني على التوالي، مستهدفاً اقتحام الذيابية ومخيم الحسينية حيث جرت اشتباكات طاحنة استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة. وبحسب نفس المصادر ترافقت محاولة الاقتحام مع قصف عنيف بالمدفعية والدبابات وراجمات الصواريخ.
وبحسب مصادر ميدانية فإن الجيش السوري تمكن خلال 36 ساعة الماضية من بدء العملية من بسط سيطرته على حوالي 40% من منطقة البحدلية وضرب التحصينات الأساسية التي وضعهتا المجموعات المسلحة على مداخل البلدة، وتعد هذه المنطقة الأصعب في البلدة. وقد ترافق هذا التقدم للجيش السوري في البحدلية مع استمرار تقدمه على محاور الذيابية والحسينية.
وبعد ساعات من الاشتباكات، ظهر اليوم، قامت مجموعة ارهابية بالهجوم على مبنى مشفى الامام الخميني في محاولة منها للسيطرة عليه بسبب ارتفاعه عن غيره من المباني وإمكانية استخدامه في أعمال الرصد والقنص، ولكن وحدات الجيش السوري خاضت اشتباكات عنيفة مع المجموعة المسلحة التابعة لما يسمى ب " للواء أحفاد الرسول "، وحتى كتابة هذا التقرير كان مصير المشفى غير واضح ففي حين ذكرت بعض الأنباء أن المبنى قد حرق وانهار بالكامل بسبب الاشتباكات التي حدثت به، أكدت أنباء أخرى أن المبنى ما زال قائماً ولم يتعرض للهدم كما أشيع، ويبدو أن الاشتباكات لا تزال مستمرة فيه وحوله حتى هذه اللحظة.
وفي حين أكدت مصادر ميدانية سقوط عشرات القتلى من المسلحين أغلبهم من جنسيات غير سورية، مشيرة إلى أن خسائر الجيش السوري اقتصرت على ثلاث قتلى هم المساعد يونس حسن وياسين الزين وعلي ياسين. إلا أن مصادر المعارضة تحدثت عن سقوط سبعة قتلى في صفوف الجيش السوري وما سمتها المليشيات الموالية له (تعني حزب الله ولواء أبو الفضل العباس) بينما تكتمت عن عدد قتلى المجموعات المسلحة، الذين تأكد أن من بينهم حسن ابراهيم النميري القيادي في ما يسمى ب" لواء أحفاد الرسول ".
هذا ومن المتوقع أن تزداد الاشتباكات ضراوة في الأيام المقبلة نظراً لأهمية هذه المنطقة سواء لناحية المكانة الدينية التي يمثلها مقام الحوراء زينب بنت امير المؤمنين الامام علي عليهما سلام الله ، وضرورة توفير الأمان في المناطق المحيطة به خشية تعرضه لأعمال تخريبية قد تؤدي إلى تفجر الأوضاع، أو لناحية أهمية هذه المناطق بالنسبة لطريق مطار دمشق الدولي والتي يحرص الجيش السوري على إعادة الأمن والاستقرار إليها مهما كلف الثمن.