قال آية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم اليوم إن قسوة الأنظمة في التعامل مع الحرام العربي كان هدفة كسر إرادة الشعوب لدفعها إلى الاستسلام، فجاء الرد بالإصرار على التغيير.
وفي خطبة الجمعة التي ألقاها من جامع الامام الصادق في الدراز قال الشيخ قاسم" ما قدمه الحراك العربي، وما أدت إليه من تداعيات وإفرازات ووقائع.. في المثال التونسي والليبي والمصري واليمني حيث ابتدأ الحراك فيها بسقف متواضع وبأسلوب سلمي ولم يقابل بآذان صاغية من السلطات بل قوبل بالتجاهل والقسوة وألوان القتل والتضييق والتعذيب وبالحديد والنار والإعلام الكاذب والتنكيل وكان أمل الأنظمة من هذا كله كسر إرادة الشعوب حتى يتم الاستسلام والرضا ولو عن اطرار".
"ولكن شيء من ذلك لم يكن، وجاء رد الشعوب تدافع الحركة والتدفق الهائل على الشوارع بصدور عارية وقبضات عالية كل محتواها الاصرار على العزة والكرامة، وكان من رد الفعل اشتداد غضب الجماهيري وترسخ القناعة بضرورة التغيير وتصاعد روح العزيمة والاصرار وارتفاع سقف المطالب. وصارت الأنظمة تبذل فيما تعرضه على الشعوب أزيد فيما كانت تبخل به قبل .. وكان أن أتى رفض الشعوب بعدما ضاقت من قسوة الأنظمة وتعنتها وجاء الاصرار على السقوف العالية والتي وصلت إلى اسقاط الأنظمة"، أضاف سماحته.
وتابع أن "حفظ التجارب والاعتبار بها عقل لابد منه، وخسارته خسارة فادحة.. واسلوب التجريب ربما كانت أركز في الذهن وأثبت من هذا النوع من التجارب".
وشدد سماحته على الحكومات العربية ليست غبية لكن ما "يوقعها في العمى ذلك هو حب السلطة والاغتزاز بالقوة وروح الاستعلاء".
وقال: "من هنا فإن أكثر الأنظمة لا يعطي قليل من حق الغير عنده إلا في أقصى درجات الاضطرار، وقليل من الأنظمة الحاكمة ما يلتفت إلى خطورة الموقف في البدايات بأقل قدر ممكن من التازلات".
وأكد الشيخ قاسم أن "الافراط في استعمال القوة لم يفلح فيما استهدفه في كل التجارب، وليس من العقل أن ما عليك أن تعطيه اليوم لا تعطيه إلا بعد مذابح وسفح دماء الشعوب والخسائر الكارثية للأوطان وهو عندئذ لا يرضي".