في قيادة أركان الجيش الفرنسي هناك من يقول صراحة ان فرص رحيل الرئيس السوري بشار الأسد عن سدة الحكم أصبحت ضئيلة. وفي واشنطن وباريس ولندن لم تعد المطالبة العلنية بتنحي الرئيس السوري أمرا متبعاـ وإن كان الجمع يتمنى ذلك، هذا الكلام لشخصية فرنسية مرموقة مقربة من العسكر الفرنسي ومن اللوبي الكاثوليكي المتابع للشأن السوري، وهذه الشخصية التي عملت في السلك الدبلوماسي في الولايات المتحدة والسعودية، نقلت عن عسكريين فرنسيين نفيهم لوجود أية إمكانية أو نية أمريكية للتدخل العسكري في سوريا.
عملية عسكرية امريكية في سورية أمر غير قابل للتطبيق، ينقل الدبلوماسي السابق عن ضابط في قيادة الأركان الفرنسي، مضيفا ان التدخل لن يحصل إلا في حالات قصوى مثل استخدام الجيش السوري للسلاح الكيميائي، ويبدو ان ما تتحدث عنه التقارير ليس سوى خطأ في استعمال الأسلحة من قبل بعض الجنود السوريين، يقول الضابط الفرنسي .
هناك من الضباط من يشير الى أن التدخل العسكري في سوريا يلزمه حوالي 300 الف جندي وهذا امر غير متوفر حاليا، فضلا عن أن إدارة الرئيس الأمريكي الخارجية من حربين في أفغانستان والعراق لا تريد بأية حال الدخول في حرب ثالثة، وبينما أمر التدخل البري مستبعد امريكيا وغير موجود إطلاقا على طاولة البحث، تطالب المعارضة السورية المنضوية تحت راية "الائتلاف المعارض" بضربات جوية وصاروخية ضد مواقع ومراكز استراتيجية وحيوية تابعة للنظام، وهذا أمر في غاية الخطورة حسب ضابط فرنسي كبير، حيث يعزو خطورة القصف الجوي والصاروخي الى شبكة الدفاع الجوي السوري التي يديرها الروس بشكل كامل. ويضيف الضابط أن هناك ضباط روس في منصات ومحطات إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات ما يعني ان الولايات المتحدة سوف تقصف الجيش الروسي في حال شنت غارات جوية وصاروخية على منشآت عسكرية سورية، وهذا ما تعلمه إدارة اوباما والتي لن تقوم بفعله باي حال من الأحوال.
هذا الوجود الروسي يضاف اليه وجود إيراني حسب الضابط الفرنسي، الذي يقول ان الإيرانيين يحتفظون بقواعد صاروخية في سوريا سوف تقصف إسرائيل في حال تدخل الغرب عسكريا في سوريا.
تسليح المعارضة السورية لن يتم فليس بهذه السهولة يتم تسليح مجموعات مسلحة لا نعرف ماذا تنوي فعله بهذه الأسلحة في حال طلب منها التوقف عن القتال لسبب من الأسباب والخوف من وقوعها في أيدي متطرفي القاعدة وجبهة النصرة خوف مبرر ويجعل القيادات السياسية والعسكرية في الغرب تفكر عشر مرات قبل الخوض في هذا المستنقع الخطر.
الأسلحة الكيماوية الموزعة على أكثر من اربعين موقع في سوري تثير الرعب لدى جميع الجيوش الغربية، يقول الدبلوماسي الفرنسي مضيفا ان القيادات العسكرية الفرنسية تؤكد الحاجة الى حوالي عشرين الف جندي في حال اتخذ قرار بالدخول الى سوريا، وتأمين مراكز وجود هذه الأسلحة مع العلم ان هكذا عملية محفوفة بالمخاطر ويمكن ان تكون غير قابلة للتطبيق وتنتهي بالفشل، لذلك فإن الكلام المثار عن السلاح الكيميائي السوري يدخل في خانة الضغط السياسي والمعنوي على النظام ليس إلا.
هذا الكلام يقودنا الى أسباب أربعة غربية تمنع التدخل العسكري بعيدا عن التهديدات الإعلامية:
عدم رغبة إدارة اوباما الخارجة من حربين في خوض حرب ثالثة وعدم وجود الإمكانيات اللازمة في غياب الرغبة بالتواجد العسكري على الأرض.
وجود الروس في قواعد إطلاق الصواريخ السورية ما يمنع القصف الصاروخي والجوي عليها.
وجود ايراني كبير حسب كلام الضابط الفرنسي للدبلوماسي.
سيطرة المجموعات المتطرفة على الجسم العسكري للمعارضات السورية والخوف من سيطرتها على الحكم في حال سقوط النظام.في النهاية نشير الى قول لمسؤول فرنسي كبير نقلته صحيفة "لوكانارد انشينيه" المقربة من اجهزة المخابرات الفرنسية بعد العملية التي استهدفت السفارة الفرنسية في طرابلس الغرب، حيث نقلت الصحيفة عن مسؤول فرنسي كبير قوله "الحقيقة أن هناك الكثير من المتطرفين في سوريا وفي ليبيا أيضا".