أصبح قيام الرئيس الصيني شي جين بينغ باستقلال سيارة أجرة “تاكسي” وسط العاصمة بكين بصحبة صديق له وبدون حارسة أو موكب، هي واحدة من أكثر الموضوعات والأخبار تداولا والأكثر شعبية على شبكة الانترنت فى الصين اليوم.وقارنها محللون صينيون بأن شغف القراء فى الصين بهذا الحدث، الذي يعد الأول من نوعه فى تاريخ الصين من أن يقوم رئيس جمهورية الصين الشعبية باستقلال سيارة تاكسي، ودفع قيمة الأجرة، بما كان يفعله الأباطرة في الصين منذ قرون.
والقصة كما تناقلها الإعلام الصيني المحلي عندما توقف سائق تاكسي يدعى “قوه” لرجلين فى الساعة 7 مساء بالقرب من ميدان “تيان آن مين” وسط العاصمة بكين فى الأول من أبريل الجارى، حيث جلس الرئيس الصيني
شى جين بينغ بجانب السائق الذى لم يعرفه فى بداية الأمر وطلب منه أن يذهب إلى فندق قصر الضيافة وهو المقر الرسمي لاستقبال ضيوف الصين من الرؤساء والمسؤولين.
ويستطرد الإعلام الصيني قائلا، إن سائق التاكسي شأنه شأن أي سائق يتجاذب أطراف الحديث على طول الطريق، وبدأ يحكي عن المشكلات التي يواجهها فى عمله والتلوث فى العاصمة الصينية، وتطرق إلى الحديث عن عمل الحكومة الصينية وسياسات الحزب الشيوعي، والتي وصفها بالجيدة لكنها لم تنفذ حتى الآن بشكل جيد وعليهم بذل المزيد من الجهود لحل هذه المشكلات وتلبية احتياجات المواطنين.
ويسرد الإعلام باقي القصة فيقول إنه بمجرد أن بدأ السائق ينظر للراكب الذى بجواره أدرك أنه يتحدث إلى رئيس البلاد شى جين بيغ بهدوئه وابتسامته المعهودة، لكن السائق لم يتردد أو ينزعج واستكمل حديثه مع الرئيس الصيني، الذى أبدى للسائق شكره على ثقته فى الحزب الشيوعي وسياسات البلاد الإصلاحية ووعده بالمزيد من الإجراءات والاهتمام وتلبية كافة مطالب المواطن الصيني وبحث كافة مشاكله.
ولم يرد سائق التاكسي الصينى أن يفوت هذه الفرصة بلقاء الرئيس الصيني واستقلاله سيارة الأجرة الخاصة به، وتفويت هذا الحدث التاريخي الذى يحدث للمرة الأولى فى تاريخ الصين الحديث، فطلب السائق من الرئيس الصيني أن يكتب له كلمة للذكرى، وهنا ظهرت مشكلة البحث عن ورقة وقلم، فلم يجد السائق سوى الفاتورة الخاصة بالسيارة لكي يكتب عليها الرئيس شي كلمة له، والذي تمنى له التوفيق وأن كل شىء سيكون دائما على أفضل حال فى الصين.
وبمجرد أن وصل السائق إلى منطقة فندق قصر الضيافة نظر الرئيس الصيني إلى عداد الأجرة فوجد أنه مدين للسائق بمبلغ 28 يوان “حوالي 4 دولارات أمريكية”، فقام الرئيس الصيني بإعطاء السائق 30 يوان، لكنه رفض أخد الأجرة وأصر بشدة على عدم أخذ الأجرة من الرئيس الصيني، إلا أن الرئيس شيء أصر على دفع الأجرة للسائق وشكره على الحديث الشيق والإيجابي وتوصيله إلى المكان الذي أراده.