"عباس الفقير"، أبن الـ32 ربيعاً، يعمل في عربة جوالة لبيع الشاي والشطائر قرب أحدى المؤسسات الحكومية في الناصرية.
يشعر اليوم بحالة من القلق لخوضه تجربة جديدة بالنسبة إليه. لقد قرر ترشيح نفسه لانتخابات مجلس المحافظة، وهو كما يقول، يريد أن يكون ممثلاً عن الفقراء والمحرومين.
يقول اصغر مرشح للانتخابات في ذي قار، في حديث صحفي ، "اسكن في حي شعبي يضم طبقات المجتمع الفقير التي تعاني من الإهمال وتتطلع من المسؤولين المحليين إلى تقديم الخدمات وتوفير سبل العيش الكريم لهم"، مبيناً أن "فكرة ترشحي للانتخابات تبلورت بسبب شكاوى المواطنين من سوء الخدمات، وترسخت بعد أن شجعني أبناء الحي الذي اسكنه".
ويضيف عباس أنه "استناداً إلى الدستور من حق أي شخص يحمل شهادة الإعدادية فما فوق أن يترشح إلى الانتخابات وان عملية الترشيح هي ليست حكراً على الشخصيات السياسية المعروفة"، لافتاً إلى أن "المشكلة التي واجهتني في بادئ الأمر أن أجد حزباً أو كتلةً سياسيةً تتبنى ترشيحي وتدعمني بسبب عدم قدرتي على تحمل الكلفة المالية للترشيح، لكن في النهاية قبلت كتلة انتخابية في أن أكون ضمن قائمتها ولكن كمرشح مستقل".
ويشير عباس إلى أنه "يتوقع أن يفوز بنسبة 100% في الانتخابات بسبب وصول أبناء المحافظة إلى قناعة أن المسؤولين المحليين الذين ينتمون إلى الأحزاب الكبيرة لم يفوا بوعودهم التي قطعوها أثناء حملاتهم الانتخابية السابقة"، معتبراً أن "فوزه بالانتخابات سيكون سابقة جديدة لم تعهدها أي انتخابات جرت في العراق".
ويتمنى عباس أن "يصبح رئيساً للجنة الخدمات في المجلس ليبذل كل جهوده لإيصال الخدمات إلى أبناء المحافظة، ويلبس بدلة العمل وينزل إلى الشوارع ويسمع طلبات المواطنين ويعمل على تلبيتها والاهم من هذا كله انه لن يغير رقم هاتفه كما يفعل المرشحون للانتخابات بعد فوزهم بالمناصب".
ويكشف عباس أنه "بمساعدة بعض الناس في المحافظة تمكن من طبع 1000 صورة و20 بوستر وزعها في مناطق المحافظة"، لافتاً إلى أنه "الصق صوره والبوسترات على الجدران في الحي الذي يسكنه وبعض الأحياء الأخرى"، مشيراً إلى أن "الحملة الانتخابية بسيطة وتتضمن إعطاء كارت فيه صورته ورقمه الانتخابي للأشخاص الذين يشترون الشطائر، بدون أن يدفع ديناراً واحداً".
وكان مكتب مفوضية الانتخابات في ذي قار أعلن، في (3 كانون الثاني2013)، أن 417 مرشحاً يتنافسون على مقاعد مجلس المحافظة في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة.
ويلفت عباس إلى أن "قدوته في العمل السياسي الكثير من السياسيين الذين كانوا يعملون بمهن بسيطة ولكنهم تبوءوا مناصب كبيرة وساهموا في تطور بلدانهم وأهمهم رئيس البرازيل دي سلفا الذي كان يعمل صباغاً للأحذية والذي طالبه الشعب البرازيلي بان يغير الدستور من اجل أن يبقى فترة رئاسية ثالثة لأنه عمل على ازدهار بلده".
ويعتبر عباس أن "الفقر وسام على جبين الشرفاء، والشعار الذي يحمله هو خير الناس من نفع الناس"، مؤكداً أن "الكثير من أبناء المحافظة فرحون بترشيحه للانتخابات".
ويلفت إلى أن "بعض مرشحي السلطة أنشأوا قواعد لبوستراتهم التي تبلغ مساحتها عشرات الأمتار من الحديد (الشيلمان) وبارتفاعات شاهقة وفي الأماكن المكتظة، في وقت لا يملك كثير من أهالي المحافظة إمكانية تسقيف سطوح منازلهم بهذه المواد".