لم تكن خلية "بو ناصر 2013" الأولى التي ألصقها النظام البحريني بمعارضيه زاعماً أنها تهدف إلى زعزعة نظام الحكم أو لإنقلاب عليه. فالخلية الأخيرة عشرات سبقتها تعاطى النظام الرسمي معها بنفس الأسلوب "المفضوح"، تعود إحداها إلى عام 1956 وما أطلق عليه آنذاك خلية "هيئة الاتحاد".
وفي تقرير خاص نشرته جمعية الوفاق الوطني البحرينية المعارضة إن "عشرات التنظيمات والخلايا التي اختلقها النظام في البحرين طوال السنوات الماضية، كان لها هدف واحد، محاولة لجم الحراك الشعبي وتكبيل يد النشطاء والمناضلين من أجل الديمقراطية، لكن الأيام كفيلة بأن تكشف أن تلك التنظيمات لا تتجاوز كونها أوهام اختلقتها العقلية الأمنية الإنتقامية".
وتتهم كبرى الجمعيات المعارضة في البحرين أن النظام بسياسته وعقليته الأمنية إنما يهدف إلى الهروب من المطالب الشعبية، فيقول التقرير: "النظام يتعامل مع هذه الخلايا كملجأ ومهرب من الضغوط الشعبية والدولية المتواصلة للإستجابة لمطالب الغالبية السياسية من شعب البحرين بالتحول نحو الديمقراطية وتمكينه من إدارة شؤون بلاده".
ويفيد التقرير أن الإعلان عن تنظيم أو خلية، هي سياسة انتهجها النظام البحريني طول العقود الخمسة الماضية، ما يدلل على تخبط تعاني منه الأجهزة الأمنية.
ويضيف: "كانت من أولى الخلايا التي بدأ النظام في استخدام طريقة اتهامها بالتآمر لمطالبتها بالديمقراطية، هي ما قبل استقلال البحرين، وكانت لقادة هيئة الإتحاد الوطني في ديسمبر 1956، وجاء على خلفية اجتماع هؤلاء القادة الوطنيون الذين شكل اجتماعهم تحت هذه الهيئة اجتماع تاريخي شعبي موحد ضم جمهوراً من الطائفتين الشيعية والسنية للمطالبة باصلاحات سياسية في الجهاز الاداري والجهاز القضائي وبانتخاب مجلس شعبي تمثيلي".
يومها اتُهم قادة الهيئة بالتحضير لمحاولة اغتيال الحاكم "بغية الاستيلاء على الحكم بالقوة"، إلى جانب تجييش الرأي العام في البحرين، والإخلال بالأمن العام، وهي تهم تشابهت مع تلك التي وُجهت لأعضاء الخلايا والتنظيمات التي أُلصقت بمعارضين في سنوات لاحقة، وفق ما يذكر تقرير الوفاق.
ويختم التقرير متوقفاً عند التهم المشتركة لخليتي عام 1956 ولاحقاً 2013، إذ وجهت لقيادات الهيئة تهمة"إدخال المنظمات العسكرية تحت ستار منظمة كشفية يراد بها ان تكون نواة للجيش الذي ينوون تشكيله للاطاحة بالحكومة الشرعية"، فيما اتهم أفراد الخلية التي أعلن عنها وزير الداخلية البحريني اشد بن عبدالله آل خليفة في 16 شباط/فبراير 2013، والتي عُرفت بخلية "بو ناصر" بأنها تهدف إلى "تشكيل خلية إرهابية كنواة لما يسمى جيش الإمام".