جون جوتمان عالم نفسي بالتدريب، لكنه أيضًا درس الرياضيات في MIT ، ققد نشر لتوه بحثاً من 500 صفحة يدعى "رياضيات الطلاق"، هو لا يقوم بأحكام حادة موجزة سريعة. بل يجلس مع الكمبيوتر الخاص به ويحلل باجتهاد بلا كلل أو ملل شرائط فيديو ترصد محادثات زوجية بين ما لا يقلّ عن ألف حالة، ثانية بثانية.
جوتمان ماهرٌ جدًا في عملية تشريح الزيجات لشرائح رفيعة لدرجة أنه يقول بأنه يستطيع الحصول على إدراك جيد جدًا إذا كان الزوجان الجالسان على المائدة القريبة له في المطعم واللذان يسمعهما يتحدثان، يحتاجان للبدء في البحث عن محامٍ وتقسيم حضانة الأطفال أم لا.
كيف يقوم بهذا؟ لقد اكتشف أنه لا يحتاج للانتباه لكل شيء يحدث لأنه يستطيع اكتشاف الكثير مما يحتاج لمعرفته بمجرد التركيز على ما أسماه بالفرسان الأربعة:
الموقف الدفاعي، واختلاق العوائق، والنقد، والازدراء.
والفارس الذي يعتبره جوتمان أهم فارس على الإطلاق في ساحة الزواج والطلاق، هو الإحساس بالازدراء.
بوجود الازدراء في الزواج يمكن توقّع حدوث عدّة علامات مثل عدد مرات إصابة الزوج أو الزوجة بالبرد! بكلام آخر، إن وجود شخص تحبّه يعبّر لك عن ازدرائه منك، يمكن أن يشكِّل ضغطاً نفسياً شديداً عليك لدرجة أنه يبدأ في التأثير على عمل جهازك المناعي.
هناك فرق كبير بين الجنسين في المشاعر السلبية، فالسيدات يمِلن أكثر إلى استخدام النقد، أما الرجال فيلجأون أكثر إلى فارس اختلاق العوائق.
فنجد أن السيدات تبدأن التحدث عن المشكلة، فيشعر الرجال بالاهتياج ويبتعدون (والابتعاد يُعدّ عائقاً في وجه المرأة لأنها لا تستطيع أن تتخطاه – المحرر)، فتصبح السيدات أكثر انتقاداً، ومن هنا يدخل الاثنان في دائرة مفرغة.
لكن لا يوجد فرق على الإطلاق بين الجنسين في الميل أكثر إلى استخدام الازدراء، إذ لاحظ جوتمان أحد طرفي الزواج أو كلاهما يُظهر ازدراءًا من نحو شريكه، فإنه يعتبر هذه هي العلامة الوحيدة الأكثر أهمية على أن هذا الزواج تكتنفه المشاكل.
فالازدراء له موقعه الخاص في العلاقة الزوجية وإن تمكَّنت من ملاحظته وقياس مقدار شدته ستكتشف فجأة أنك لا تحتاج لقدر أكبر من التحليل لتتكهن بنجاح العلاقة الزوجية أو فشلها.
يقول جوتمان: "قد تعتقد أن الانتقاد هو الأسوأ، لأنه سمة شخصية مدانة عالمياً. ومع هذا فالازدراء مختلف نوعياً عن النقد. فمع الانتقاد قد أقول لزوجتي: "أنت لا تنصتين أبداً، أنت فعلاً أنانية ومتبلِّدة".
عندئذ سترد على هذا بشكلٍ دفاعي. وهذا الأمر ليس جيداً جداً لحلّ مشكلتنا وتفاعلنا.
لكن إذا تحدّثتُ من منطلق أني أعلى، فهذا أكثر ضرراً بكثير؛ فالازدراء هو أي كلام يُقال من مستوى أعلى. وفي كثير من الأوقات يكون إهانة: "أنت شمطاء. وحثالة".
إنه محاولة الحط من مستوى الشخص الذي أمامك لمستوى أقل منك. إنّه يتضمن ترتيب هرمي. فالازدراء شديد القرب من الاشمئزاز، وكلاهما يؤدي إلى الرفض الكامل وإقصاء أحدهم من المجتمع."