لم يكد "تيار المستقبل" ومن معه من فريق "14 آذار" يستيقظ من "فضيحة" انتشار خبر تورط النائب عقاب صقر الذراع اليمنى للنائب سعد الحريري بشكل فاضح في الازمة السورية من خلال تمويل العصابات المسلحة بالسلاح، حتى جاء تلقي الفريق الآذاري -السيادي الشعارات لا الممارسة بالطبع- خبر مقتل ما يزيد عن عشرين شابا من أبناء مدينة طرابلس في شمال لبنان وجوارها داخل الاراضي السورية اثناء توجههم للقتال ضد الجيش السوري الى جانب العصابات المسلحة التي يمولها ربما النائب صقر بالسلاح.وربما لم يأخذ تيار "المستقبل" الوقت الكافي للرد والبحث عن كيفية ايجاد التبريرات لتورط صقر المريع في الأزمة السورية، واكتفى بعض نواب "المستقبل" بالهروب من الموضوع عبر رمي الكرة في ملعب النائب صقر الذي تولى الرد على التسجيلات، ليس بتكذيبها عملا بمبدأ "واذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا" بل انتهج مبدأ "اذا لم تستح ففعل ما شئت"، مؤكدا مضمون التسجيلات مستخدما السقف العالي بالخطاب تارة وتارة اخرى يؤكد انه فخور بما يفعل في كلام لا يساهم الا بإغراق لبنان بشكل مباشر في الازمة السورية.
بعد انكشاف موضوع السلاح، من المسؤول عن تهريب المسلحين الى سورية؟
وإقرار صقر هذا له الكثير من التداعيات على وضع حزب "المستقبل" ومن خلفه اطراف من فريق "14 آذار"، الذين طالما زعموا عدم تورطهم في الازمة السورية وانهم مع الشعوب وحريتها من دون مخالفة القوانين وسيادة الدول، فكيف سيفسرون اليوم ما ثبت بالصوت والصورة عن تورط صقر في سورية، وكيف سيفسرون حادثة مقتل مسلحين من طرابلس معروفة توجهاتهم في سورية؟ علما ان هؤلاء انفسهم سبق ان "علّوا الصوت" بأنهم احزاب الاقلام والكلمة لا الرصاص والسلاح حتى تبين للعالم أجمع عدة مرات وفي نقل حي ومباشر غير حصري بقناة معينة المعارك والاعتداءات المتكررة على امن اللبنانيين في اكثر من منطقة.
والسؤال الذي قد يتبادر الى الذهن هل للنائب عقاب صقر او لتيار "المستقبل" دور في ارسال المسلحين الذين قتلوا في تلكلخ وغيرهم ممن لم نعلم بهم، بعد ان ثبت ارسال صقر للسلاح بأنواعه المختلفة الى سورية؟ ام ان صقر دوره يقف فقط عند ارسال السلاح بينما هناك آخرون يتولون مهمة ارسال المسلحين؟ ومن المكلف من تيار "المستقبل" بملف المسلحين الى سورية؟ وكيف يمكن تفسير ارسال السلاح والمسلحين الى سورية وفي نفس الوقت ينزل البعض في طرابلس للاحتجاج على مقتل هؤلاء في سورية؟ فهل يعتقد البعض ان على سورية بدل التصدي للمسلحين المتسللين الى اراضيها، استضافتهم مثلا بعد اعتقالهم واعادتهم الى لبنان عبر المعابر الحدودية الرسمية باعتبار ان واجبات الاخوة مع اللبنانيين توجب ذلك؟
للاجابة على كل هذه التساؤلات حاولنا استصراح بعض نواب كتلة "المستقبل" النيابية الذين تمنع البعض منهم عن الرد على تساؤلاتنا.
قنديل: من الفجور السياسي لتيار "المستقبل" انكاره تهريب السلاح والمسلحين الى سورية
وحول نفس الموضوع توجهنا بالسؤال الى الباحث والمحلل السياسي في لبنان الاستاذ غالب قنديل الذي قال إن "تيار المستقبل و14 آذار منذ بداية الاحداث السورية اقاموا منصات اعلامية سياسية للتدخل في سورية ونظموا تهريب الاسلحة والمسلحين الى الداخل السوري"، ولفت الى ان "هذا المخطط والتورط مرتبط بالمحور الاميركي السعودي القطري التركي الهادف لتدمير الدولة السورية"، واشار الى ان "الانكار في السابق شكل نوعا من الفجور السياسي تحت عنوان اعطونا الدليل"، وتابع "اليوم بعد الاعترافات من النائب عقاب صقر حول صحة ما نشر من تسجيلات له في وسائل الاعلام صرنا نتحدث عن قرينة جرمية ليس فقط عن مؤشرات سياسية واعلامية كان يمكن استنتاجها منذ فترة طويلة".
ولفت قنديل في حديث لموقع "قناة المنار" الالكتروني الى ان "عقاب صقر تأكد ان لا مجال لانكار صوته الذي استمع اليه في التسجيلات من قبل كل اللبنانيين وانه يدير غرفة عمليات عسكرية واضحة بما يدل ان هناك مهمة يقوم بها بارسال السلاح الى سورية بأمر عمليات من سعد الحريري الذي يشغله والذي ينفذ اوامر المخابرات السعودية بادخال السلاح الى العصابات المسلحة في سورية"، واعتبر ان "تأكيد صقر ان ما يقوم به هو بقرار شخصي فردي منه هدفه فقط هو التحايل والتذاكي على المعطيات لمحاولة اخراج سعد الحريري من دائرة المسؤولية عن الجرائم التي يرتكبها صقر"، وأكد ان "كلام صقر واضح في تورط الحريري".
وحول موضوع ادخال المسلحين الى سورية وما برز بعد مقتل اللبنانيين في تلكلخ، قال قنديل إن "الذين أشادوا بتسلل المسلحين الى سورية يشتبه بأنهم يقفون وراء عمليات التسلل والقيام بذلك في عرسال والشمال"، واوضح ان "الاسماء المتورطة معروفة من نواب المستقبل ومحازبيه في تهريب المسلحين الى سورية ووسائل الاعلام ذكرت الكثير منها وعلى رأسها النائبين خالد الضاهر ومعين المرعبي في ذلك وتقوية الجماعات المسلحة في سورية"، ولفت الى ان "الكثير مما يسمى الجيش الحر السوري افراده موجودين في لبنان بحضن تيار المستقبل"، واشار الى ان "جماعة الحريري في لبنان اقاموا أوكارا يشرف عليها مسؤولون ونوابا في تيار المستقبل مثل العميد حمود المسؤول عن المليشيات المسلحة في الشمال وعن المجموعات المتطرفة الاخرى التي تساهم بتمويلها عن طريق قطر والسعودية"، واستغرب ان "البعض خرج بعد مقتل بعض اللبنانيين في سورية وكأنهم مجموعة سياحية ذهبوا للتنزه في أحراج تلكلخ ولم يذهبوا للقتال الى جانب المجموعات الارهابية ولم يقعوا في كمين للجيش السوري".
قنديل: تيار "المستقبل" ميليشيا وعصابة تنظم تنفيذ الجرائم وقال قنديل إن "تيار المستقبل الذي يحاول الاساءة الى المقاومة وسلاحها ويزعم التعفف من السلاح ومظاهر السلاح قد تحول ببساطة الى شبكة تهريب وتجارة بالسلاح وهذا احط انواع العلاقة بالسلاح"، واضاف ان "تيار المستقبل تحول الى مصدّر للارهاب الى دولة شقيقة هي سورية وتحول الى منظم ومدبر للعمليات التخريبية الأمنية في سورية"، وتابع ان "هذه هي الهوية السياسية لتيار المستقبل التي تشير الى انه ميليشيا مسلحة وعصابة تهريب سلاح تنظم تنفيذ الجرائم الارهابية في لبنان وخارجه ومع ذلك تسقط كل الادعاءات والاكاذيب التي تستر بها هؤلاء لاستهداف المقاومة وسلاحها الشريف".
وحول انعكاس كل ذلك على الداخل اللبناني، قال قنديل إن "هؤلاء يجرون لبنان للاشتراك بالحرب على سورية ويرفضون الحوار الداخلي لانهم يراهنون مع اميركا واسرائيل ودول الخليج لاسقاط الدولة المقاومة في سورية لينطلقوا لتنفيذ انقلابهم في لبنان وعنوان انقلابهم هو تنصيب سمير جعجع رئيسا للجمهورية واحياء مشاريع اسرائيل في لبنان"، داعيا "اللبنانيين الاشراف الى التصرف على هذا الاساس"، وتابع ان "هؤلاء يتوهمون انه بعد القضاء على الدولة السورية يستطيعون شن هجوم على المقاومة من خلال حرب اسرائيلية يكونون هم جزء من ضمن هذا الهجوم على طريقة ما كانت عليه القوات اللبنانية ايام الحرب اللبنانية"، وتابع ان "هؤلاء يراهنون على ذلك لانهم لا يستطيعون تفجير الفتنة في لبنان لانها تحتاج الى طرفين بينما فريق 8 آذار يتجنبها ويفكك فتيلها"، مؤكدا ان "هذا المشروع سيهزم في دمشق وفي سورية وان الدولة الوطنية هناك ستنتصر على الحرب العالمية بالتضحيات الجسام التي يقدمها الشعب والجيش العربي السوري وسيهزم كل المتآمرين على سورية ومعهم هؤلاء في لبنان".
رغم كل الانكار والنفي لتورط البعض في الازمة السورية أظهرت التسجيلات التي نشرت الى اي مدى ينغمس بعض اطراف فريق "14 آذار" في قلب الازمة هناك، ويبقى ان ننتظر هل تحمل الايام المقبلة المزيد من الحقائق التي قد تكشف المزيد من التورط في سورية بما يحمله من على الواقع اللبناني الهش على اكثر من صعيد.