تبنى مؤتمر أوروبي، عقد الاثنين في مدينة روتردام الهولندية، مجموعة إجراءات للتصدي للقانون الذي أقره الاتحاد الأوروبي في وقت سابق ويجبر الدول الأوروبية ابتداء من مطلع العام المقبل على مضاعفة مستوى تخدير الدواجن قبل ذبحها وهو ما يعني -بحسب بحوث تم عرضها في المؤتمر- هلاك الحيوان قبل ذبحه، واعتبر علماء الفقة أن قتل الحيوان قبل ذبحه يخرجه من حليته.
وأقر المؤتمر -الذي نظمته مؤسسة مراقبة جودة الحلال "حلال كوركت" بالتعاون مع الجامعة الإسلامية في روتردام وحضره علماء مختصون وباحثون وجمعيات فاعلة في مجال الجودة والاستهلاك من داخل أوروبا وخارجها كما جاء في عدة بحوث ميدانية- أن مضاعفة التخدير يعد هلاكا للحيوان قبل ذبحه، وهو ما يتعارض بحسب البيان النهائي للمؤتمر مع حق المسلمين في الحصول على الأغذية الحلال التي تقرها التشريعات الأوروبية.
ودعا المؤتمرون -الذين كان من بينهم مدير مكتب دائرة الفتوى بدولة الكويت، تركي المطيري والخبير في الذبح هاني المزيدي ورئيس مجلس الإفتاء الإندونيسي ووفد ماليزي وغيرهم- الدول الأوروبية إلى أن تأخذ بعين الاعتبار المستهلك المسلم سواء كان في أوروبا أو خارجها محذرين من أن هذا القانون سيعرض الاتفاقيات المبرمة مع أوروبا في إطار الحلال إلى المراجعة من جديد.
مطالب وتخوف :
وطالبت جمعيات المستهلك المسلم والأئمة وعلماء المسلمين الذين حضروا المؤتمر بضرورة التحرك على مستوى هولندا التي ستكون أول دولة أوروبية تلتزم بتطبيق القانون، والتراجع عن القانون أو إمهال المسلمين فرصة للبحث عن بديل عملي للحصول على الدواجن الحلال.
واعتبر المؤتمرون توحيد الرؤية في هذه المسألة بين المسلمين ومؤسسات المراقبة والدول المستوردة هو العامل الاقوى لإجبار أوروبا على التراجع عن هذا القرار.
وقال رئيس مؤسسة "حلال كوركت" المنظمة للمؤتمر عبد الفتاح بن علي صالح أن هذا المؤتمر يعد بداية لحملة تهدف لإجبار الحكومات الأوروبية على الجلوس إلى طاولة المفاوضات قبل الشروع في تنفيذ هذا القانون قائلا "قبل هذا الوقت كنا نتكلم باسم مؤسسات المراقبة ولكن الآن نحن نمثل المستهلك المسلم داخل وخارج أوروبا ويقف معنا الأئمة والمختصون". وأضاف "انقسام المسلمين هو الذي فوت علينا فرص التفاوض الموحد والقوي في الماضي ولكن بعد هذ المؤتمر سنكون أقوى تفاوضيا".
ولا توجد إحصائيات دقيقة توضح استهلاك أكثر من عشرين مليون مسلم في أوروبا للأغذية الحلال ومدى تأثير هذا القرار الأوروبي على صادرات الأغذية الأوروبية الحلال للدول الإسلامية، إلا أن مراقبين يرون أن مقاطعة المسلمين للسوق الأوروبية سيكون له أثر سلبي على الاقتصاد الأوروبي الذي يعاني بدوره من أزمة نمو خانقة.
التخدير يقتل الحيوان قبل ذبحه :
ويتذرع الاتحاد الأوروبي في قراره بأن عددا من المسلمين يقبلون بمضاعفة التخدير ولا يعتبرونه قاتلا للحيوان، كما لا يعتبرون استعمال الغاز قتلا للدواجن قبل ذبحها. وترفض غالبية مؤسسات الرقابة على الأغذية الحلال هذا النوع من التخدير، كما تعتقد المؤسسات المعنية باستهلاك المسلمين أن المسلمين سيواجهون في الفترة القادمة مشكلة الحصول على أكل الدواجن الحلال. وستكون هناك مشكلة لعدد من الدول الإسلامية التي تقوم باستيراد اللحوم من الدول الأوروبية.
وعن نوعية التخدير الذي يمكن قبوله قال رئيس اتحاد المنظمات الأوروبية بفرنسا أحمد جاب الله إن التخدير الذي تم قبوله من طرف العلماء هو الذي لا يؤدي إلى موت الحيوان قبل ذبحه، وذلك مثل التخدير الكهربائي الخفيف، والذي يمكن في الوقت نفسه مراقبة استقرار الحياة في الحيوان، والتأكد منها أثناء التذكية.
وأضاف "أنواع التخدير الأخرى -كالتخدير بغاز ثاني أكسيد الكربون- غير مقبولة لأن الغرض منها أساساً هو قتل الحيوان قبل ذبحه وليس مجرد تخديره، فتؤدي إلى موته وعدم استقرار الحياة فيه"، و"في الوقت الذي لا يمكن فيه عملياً مراقبة وجود الحياة المستقرة مع هذا النوع من التخدير يريدوننا أن نقر بحليته".