قضاء ستة أشهر في رحم الأم يكفي لجعل الجنين يتثاءب. ولكن بدلا من كونه علامة على التعب أو الملل يعتقد العلماء أن التثاؤب يمكن أن يساعد في تحفيز نمو دماغ الجنين.
وقال الباحثون إن هذه الحركة العضلية المعقدة يمكن أن ترسل نبضات عصبية للدماغ وهو ما يساعد في برمجته للقيام بوظيفته الطبيعية.
وقد أثارت صور الأجنة وهي تتثاءب مناقشة بين بعض العلماء حيث يزعم البعض أن الأجنة وهي تتطور تفتح أفواهها عادة.
لكن الباحثين في جامعة دورام البريطانية الآن يزعمون أنهم حسموا النقاش بعد فحص 15 جنينا معافى أربع مرات بين فترة حمل 24 و36 أسبوعا.
وبحساب الفترة الزمنية التي ظل فيها الفم مفتوحا على آخره، مقارنة بكم الوقت الذي ظل فيه مغلقا، تمكن العلماء من التفريق بين التثاؤب ومجرد فتح الفم. وكان معدل التثاؤب أكثر من ضعف معدل فتح الفم فقط.
ومن المعروف أن التثاؤب "مُعد" بين البالغين، لكن الميل لمتابعة شخص آخر في التثاؤب لا يتطور في الأطفال حتى سن الخامسة ولا يمكن أن يكون موجودا في الأجنة التي ما تزال في الرحم.
وقد أشارت الدراسات السابقة إلى أن هناك تقدما إنمائيا على شكل الحرف "يو" في التثاؤب، لأن الأطفال الخدائج يتثاءبون أكثر من أولئك الذين يولدون في موعدهم، لكن أطفال المدارس الابتدائية يتثاءبون أكثر من أطفال الروضة.
ويبدو أن الدراسة الجديدة تؤيد هذه النظرية، حيث أنها تظهر أن فترات التثاؤب بين الأجنة قلت من متوسط اثنين في الساعة خلال الحمل عند الأسبوع الـ24 إلى لا شيء في الأسبوع الـ36.
وقالت الدكتورة ناديا رايسلاند -التي قادت الدراسة- عن النتائج "يبدو أنها تشير إلى أن التثاؤب ومجرد فتح الفم لهما هذه الوظيفة البلوغية في مرحلة مبكرة من الحمل".
وأضافت أن"التثاؤب نفسه ربما يستهدف أجزاء معينة من الدماغ لتطويرها. وكبالغ ربما يتثاءب المرء لأن دماغه تخبره بأنه متعب، لكن في هذه الحالة الأمر عكس ذلك، إذ إن التثاؤب يحفز نضوج الدماغ