قرار روسي من العيار الثقيل أعفى بموجبه الرئيس بوتين، أناتولي سيرديوكوف، من نصبه وزيرا للدفاع، وعين مكانه الجنرال سيرغي شيغو ذي الخبرة العسكرية والذي شغل منصب وزارة الحالات الطارئة منذ العام 1994 ومؤخرا عين حاكما لمنطقة ضواحي موسكو.
السبب المعلن لهذا الإجراء النوعي هو تهيئة الظروف المناسبة لإجراء تحقيق موضوعي بعد ان فتحت الأجهزة الأمنية و القضائية تحقيقا جنائيا مع مسؤولين في شركة ابورونسيرفيس المتعهدة لمصلحة وزارة الدفاع الروسية، تحت تهمة التصرف بأملاك الدولة و بيع أملاك وزارة الدفاع بأسعار منخفضة خلف ستار عملية الخصخصة_ فضيحة بلغت قيمتها حوالي 100 مليون دولار .
وقال بوتين في هذا الاطار:تعرفون عن الوضع، الذي تكون للأسف في السنوات الأخيرة في وزارة الدفاع، وقررت إقالة وزير الدفاع أناتولي سيرديوكوف من منصبه من أجل أن تتم تهيئة الظروف للتحقيق في كل القضايا التي نشأت في الوزارة. لكن تم مع ذلك في السنوات الأخيرة إنجاز الكثير من أجل تطوير القوات المسلحة، ولحل المشكلات الاجتماعية للجنود.
و أضاف بوتين متوجها لوزير الدفاع الجديد شايغو: أقول ذلك من أجل أن يصبح قائد إحدى أهم إدارات البلاد في المستقبل الشخص الذي سيواصل عمل كل الأشياء الإيجابية التي قمنا بها في السنوات الأخيرة، وأن يؤمن التطور المتسارع للقوات المسلحة، وأن يعمل على ضمان الوفاء بالعقود بين وزارة الدفاع والدولة، وإنجاز الخطط الضخمة لإعادة تسليح القوات المسلحة والبحرية، التي تخدم بلدنا. وأعتقد أنه يمكنكم أن تصبحوا ذلك الشخص. وأقترح عليكم أن تتولوا منصب وزير الدفاع في روسيا الاتحادية.
يقول في هذا السياق رئيس مركز السياسة الروسي فيتشيسلاف نيكونوف أن قرار الإقالة مبرر في الوضع الحالي و بالطبع سيرديوكوف رجل ذو خبرة و يمكنه أن يجلب الفائدة لوزارة الدفاع، و لكن عندما تتشكل حالة غير صحية حول أهم مؤسسات الدولة، وعندما تتهم إدارة وزارة الدفاع بإحتمال قيامها بأعمال غير شرعية كبيرة، يصبح ابقاء الرجل في هذا المنصب غير عملي.
أما روسلان بوخوف رئيس المركز التحليلي التقني للدراسات فيعتبر ان السؤال يكمن في كيفية الإستفادة من خبرة نجاح إدارة وزارة و لو صغيرة و لكن فعالة كوزارة حالات الطوارئ على وزارة أكبر حجما كوزارة الدفاع.
و يرى مراقبون في هذا الإجراء توجها روسيا جديا في التصدي للمشاكل الجيوسياسية المستجدة على الساحة الدولية و التي تمس بالمصالح الروسية و أمنها القومي كملف الأزمة السورية و تبعاتها على المنطقة و العالم.
كلام دل عليه تزامن قرار الإقالة مع تصريحات رئيس الوزراء ميدفيديف الذي عبر فيه عن قلق القيادة الروسية مما يجري في سوريا و أكده وزير الخارجية لافروف خلال جولته الشرق أوسطية، مصرحا بأن روسيا لا تريد تغيير موقفها من الملف السوري مع إحترامها لجميع الأطراف في سوريا مشددا على عدم دعم روسيا للمواقف المطالبة بتنحي الرئيس الأسد.