دعت حركة حماس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الى الاعتذار والتراجع عن تصريحاته حول حق العودة، وطالبت الفصائل الفلسطينية بـ"رفع الغطاء" عنه، محدّدة عدة شروط للطرف الذي يمكن أن تحاوره.
وقالت حماس في بيان مساء اليوم إن من يتنازل عن حق العودة لا بدّ أن يتنازل عن حق تمثيل الشعب الفلسطيني أو قيادته، وإن لم يفعل فإن الشعب الفلسطيني غير ملزم بالاعتراف به ممثلاً عنه إلاّ بعد أن يتراجع عن هذه التصريحات ويعتذر للشعب وللمقاومة.
وأضاف البيان أن "المصالحة الوطنية ووثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني وكل الأدبيات الصادرة عن الفصائل والقوى الشعبية أكدت على حق العودة وأكدت على حق المقاومة، وعليه فإن عباس بتصريحاته خرج عن الإجماع الوطني ولا يمثل في تصريحاته إلا نفسه لأن الحقوق هي حقوق فردية وجماعية لا يسقطها رأي شخص مهما بلغ من المكانة في فصيله أو جماعته".
وأكدت حماس على أن حق المقاومة بما فيها المقاومة المسلّحة حق مقدّس كفلته كل الشرائع الأرضية والسماوية لا يجوز التنازل عنه مهما تعثرت الظروف لممارستها على الأرض، وشددت على أن "دولة على حدود 1967 لا يمكن أن تكون ثمناً للاعتراف بالكيان الغاصب على أي شبر من فلسطين أو تطبيع العلاقات معه أو التنازل عن أي حق من الحقوق الثابتة والمشروعة وعلى رأسها تحرير الأرض وتقرير المصير".
وتنديداً بكلام عباس خرج آلاف الفلسطينيين في مسيرات دعت إليها حركة حماس وعدد من الفصائل الفلسطينية، في خان يونس وغزة وشمال غزة، والمحافظة الوسطى، وشارك فيها ممثلون من حركة الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة، وحركة الأحرار، ورفع المشاركون شعارات تندد بتصريحات الرئيس الفلسطيني، فيما قام آخرون بحرق صوره وسط هتافات تندد به وتطالبه بالرحيل.
وكان عباس قد تعهد بعدم السماح بقيام انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال الاسرائيلي ما دام رئيسا للسلطة. وخلال لقاء مع تلفزيون إسرائيلي، قال عباس انه ليس من حقه المطالبة بالعودة إلى بلدة صفد في الجليل التي طرد منها اثناء عام ثمانيه واربعين. كما اكد ان فلسطين هي في حدود عام سبعة وستين، وأن الاجزاء الاخرى من فلسطين التاريخية تعود للاحتلال الاسرائيلي.
هذا وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة ان "حق العودة واللاجئين هي من الملفات النهائية العالقة في المفاوضات مع الاسرائيليين مثلها مثل الحدود والمياه، ونحن ملتزمون بالثوابت الوطنية التي اقرتها المجالس الوطنية بهذا الشأن ولا جديد حول هذا الموقف".
واضاف ان "الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية لن يقبلوا بدولة ذات حدود مؤقتة، ومن يقبل بدولة مؤقتة هو الذي يتنازل عن حق العودة ويضرب الثوابت الوطنية ويتسبب بكارثة للأجيال الفلسطينية القادمة"، وتابع ان "مقابلة تلفزيونية لا تعني مفاوضات وأن هدف المقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي كان التأثير في الرأي العام الإسرائيلي".
ورحب الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز بتصريحات عباس الذي بدا كأنه يتخلى فيها عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، قائلا في بيان ان "كلمات ابو مازن الشجاعة تثبت ان اسرائيل لديها شريكا حقيقيا للسلام".