الانتهاكات في البحرين حضرت لليوم الثاني على التوالي على طاولة مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في مدينة جنيف السويسرية، وسط ارتفاع حدّة الاصوات المطالبة بالحرية والتغيير في الجزيرة الخليجية. واعلنت المعارضة البحرينية عن استشهاد المواطن حسن عبد الله البالغ من العمر تسعة وعشرين عاماً، متاثراً باستنشاقه الغاز السام الذي تطلقه قوات الامن على منازل الاهالي في البحرين.
واكدت المعارضة ان نجل الشهيد قام بمراجهة المستشفى للحصول على ملف والده، الا ان المسؤولين في المستشفى اكدوا انه لا يوجد ملف لوالده المصاب منذ قرابة الثلاثة اشهر.
المجتمع الدولي يدين النظام البحريني في مجلس حقوق الانسان بجنيف: الانتهاكات مستمرة ولا جدية في وقفها
إدانت العديد من الدول والمنظمات الحقوقية والدولية الانتهاكات التي يمارسها النظام البحريني بحق المواطنين المطالبين بالحرية والتغيير في المملكة.
وخلال جلسة مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة التي عقدت في مدينة جنيف السويسرية، شددت الدول على ضرورة ان تتقيد البحرين بمبادىء حقوق الانسان وان تحترم الحريات وتكف عن مصادرة حقوق المواطنين في التظاهر والمطالبة بحقوقهم. كما اكدت منظمات حقوقية في مداخلات لها على ان البحرين لا زالت تنتهك حقوق الانسان في ظل غياب الحريات الاساسية.
وخلال الجلسة واجه النظام البحريني ادانات تمثلت ب176 توصية سجلتها المراجعات الدورية لحقوق الانسان في البحرين، وعدت سلطات المنامة بالالتزام ب154 منهاـ الا ان المجلس طالب السلطات البحرينية بالكف عن الانتهاكات والاقتحامات للمنازل والاعتقالات والمحاكمات الجائرة واستخدام العنف ومصادرة الحريات.
النمسا وامريكا وبريطانيا: لا يوجد تطبيق للتوصيات
طالب مندوب النمسا في مجلس حقوق الانسان بالافراج عن جميع المعتقلين وايقاف التعذيب ووقف الانتقام من المعارضين في البحرين، كما دعا الى ضرورة اجراء حوار حقيقي في هذا البلد، واسقاط التهم عن المدافعين عن حقوق الانسان.
ومن جهته قال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لحقوق الانسان مايكل بوسنر انه "من الضروري القيام بمزيد من الجهود" لحل الازمة في البحرين، معتبرا انه "على الحكومة الحرص على المساءلة والمحاسبة واحراز تقدم ايضا في مجالات
اخرى"، ومنها المسائل المتصلة باصلاح جهاز الشرطة وقانون العمل والحريات النقابية والتعبير عن الاراء السياسية، واعتبر ان "البحرين على مفترق طرق اليوم".
بدوره طالب مندوب بريطانيا بتطبيق توصيات جنيف وتوصيات تقرير بسيوني في جدولة زمنية واضحة، كما طالب بضمان حق التظاهر السلمي ومحاسبة المنتهكين لحقوق الانسان.
هيومن رايتس ووتش: يجب احترام حريّة التعبير في البحرين
ممثل منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية اكد على ضرورة مسائلة قوات الامن المسؤولة عن قمع المتظاهرين المطالبين بالتغيير، كما طالب السلطة بان تقوم بمحاسبة كبار الضباط المتورطين في الانتهاكات.
وشدد ممثل المنظمة على ان قانون العقوبات الذي ينظم عمل الجمعيات لا يتناسب مع المعايير الدولية، مطالباً الحكومة بأن تفرج عن جميع من احتجزوا بسبب مشاركتهم في التظاهرات المطالبة بالتغيير، وعلى راسهم رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان نبيل رجب.
منظمة العفو الدولية: لا نتائج بخصوص معاقبة المتورطين بالانتهاكات
ممثل منظمة العفو الدولية أكد على ان المحكمة الجنائية العليا في البحرين اصدرت احكاماً قاسية تجاه النشطاء السياسيين والحقوقيين "عبد الهادي الخواجة، ابراهيم شريف وغيرهم من الناشطين، مشيرا الى انه لم يتم الكشف عن نتائج التحقيقات لتجريم تعذيب ومعاقبة منتهكي حقوق الانسان.
منظمة المرأة العالمية: الاطباء والاطفال يدفعون ثمنا باهظاً
ممثل منظمة المرأة العالمية قال ان الاطباء في البحرين لا زالوا يدفعون ثمنا باهظاً بسبب معالجتهم لجرحى التحركات المطالبة بالتغيير، مشيرا الى ان هناك مصابين شوهوا ويخشون من المعالجة في الستشفيات لكي لا يتعرضوا للمحاسبة من قبل السلطات.
ولفت الى ان العديد من الاطفال لا زالوا محتجزين، وطالب بحماية الحقوقيين الذين حضروا لجنيف بسبب خطورة ما يتعرضون له من تهديدات.
الفدرالية الدولية: النظام يعاقب الناشطين الحقوقيين
أكد ممثل الفدرالية الدولية الدكتور منذر الخور ان السلطات في البحرين تعاقب الاشخاص الذين يسلطون الضوء على انتهاكات حقوق الانسان في هذا البلد. ولفت الخور الى ان محاكمة رئيس مركز البحرين لحقوق الانسان نبيل رجب يشكل انتهاكاً صارخاً لالتزامات حقوق الانسان.
وترافقت الادانات الدولية مع تقرير نشرته منظمة "فريدوم هاوس" الامريكية الحقوقية حمل عنوان "دول في مفترق الحقوقية"، اكد على تراجع رصيد البحرين في جميع مجالات حقوق الانسان.