لا تزال الولايات المتحدة الأميركية تعيش بسفاراتها ومقراتها المنتشرة في كافة أنحاء العالم، تبعات الفيلم المنتج أميركياً والمسيء للإسلام ولشخص الرسول الأكرم (ص). بالرغم من ذلك، تبدو واشنطن حتى الآن بعيدة عن خيار الإعتذار والإعتراف بخطأ المس بحرمة الأديان، بل إنها أعلنت على لسان رئيسها محاسبة المسؤولين عن هجوم بنغازي، الذي برزت أحاديث عن وقوف جهات أجنبية خلفه.
هدد الرئيس الأميركي باراك أوباما بمحاسبةِ الذين هاجموا سفارةَ واشنطن في ليبيا، وقَتلوا أربعةً من دبلوماسييها. وخلال مشاركته في استقبال جثثِ أربعةِ اميركيينَ قُتلوا في ليبيا، قال اوباما إن واشنطن ستقفُ بوجهِ أعمالِ العنف ضدَ بعثاتها الدبلوماسية ومواطنيها في العالمين العربي والإسلامي. وكان الرئيسُ الأميركي قد شارك مع وزيرةِ خارجيتِه هيلاري كلينتون في مراسمِ استقبالِ جثثِ الدبلوماسيين التي اُقيمت في قاعدة أندروز الجوية في واشنطن.
من جهة ثانية، دعا اوباما مواطنيه اليوم الى أن "لا ينساقوا وراء الخوف الناجم عن صور العنف الذي يستهدف الأميركيين في العالم الإسلامي"، معرباً عن يقينه بأن "المثل العليا للحرية في اميركا ستنتصر في نهاية المطاف". وقال الرئيس الأميركي، في خطابه الأسبوعي الإذاعي، "أعرف أن الصور التي نراها على شاشة التلفزيون تثير القلق". وأضاف اوباما "لكن يجب ألا ننسى أنه في مقابل كل حشد غاضب ثمة ملايين الأشخاص الذين يتوقون الى الحرية والكرامة والأمل الذي يمثله علمنا".
كلام اوباما يأتي عقب استهداف التظاهرات، التي تلت الكشف عن فيلم مسيء للإسلام انتج في الولايات المتحدة، سفارات اميركية في بلدان إسلامية.
واشنطن تتخذ اجراءات عسكرية لحماية سفاراتها
ولحماية سفاراتها ومقراتها من غضب المتظاهرين المحتجين على إهانة الرسول الأكرم (ص)، قامت واشنطن بإرسال حتى الآن مئة من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) الى ليبيا والى اليمن، حيث حاول متظاهرون اقتحام مقرّ السفارة هناك. وفي السياق، أعلن وزير الحرب الأميركي ليون بانيتا أنه "يجب أن نكون مستعدين لفرضية خروج هذه التظاهرات عن السيطرة"، دون أن يقدم مزيداً من الايضاحات.
وذكرت مجلة فورين بوليسي أن وزارة الحرب الأميركية تقوم بمناقشة مسألة إرسال خمسين عنصراً من المارينز لحماية السفارة الأميركية في السودان، حيث تمكن عشرة متظاهرين من دخولها أمس. الإجراءات الأميركية تتزامن مع دعوة حركة الشباب الإسلامية في الصومال وحركة طالبان الباكستانية اليوم المسلمين مهاجمة الغرب رداً على هذا الفيلم. كما أكدت حركة طالبان الأفغانية أنها شنّت هجوماً على أحد قواعد الأطلسي يتمركز فيها الأمير هاري "رداً على الفيلم المهين".
ليبيا: عناصر أجنبية متورطة في هجوم بنغازي
من جهة أخرى، أعلن رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد المقريف اليوم أن عناصر أجنبية متورطة في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. وقال المقريف "هناك عناصر غير ليبية موجودة على الأراضي الليبية وتخطط لتنفيذ أجندات خاصة بها على اراضينا"، مشيراً الى أن هذه المعلومات مستقاة من تقارير للإستخبارات الليبية. وقال رئيس المؤتمر الوطني الليبي محمد إن الهجوم الدامي على القنصلية الليبية في بنغازي كان "مدبراً ومخططاً له".
وعن موجة الاحتجاجات في العالم الإسلامي التي تلت عرض الفيلم المسيء للإسلام، قال المقريف "لا أريد الخوض فيما حدث في البلدان الأخرى لكن فيما يتعلق بالحالة الليبية هناك تدبير". وأوضح المقريف "لم تكن هناك مظاهرة سلمية ومن ثم انقلبت الى عمل مسلح أو عدوان، هذا يؤكد أن هذا الأمر كان مدبراً ومخططاً له للوصول الى هدف معين"، مذكرا بأن الهجوم "جاء في هذا التوقيت وهو الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) تاريخ هجمات القاعدة على الولايات المتحدة عام 2001". وقال المقريف "لا أستبعد أننا سنكتشف أشياء تربط بين القاعدة وهجوم القنصلية الأميركية".
المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية