المزرعة السعيدة .. تخترق الدوائر وتعطل الموظفين

حاجج موظف زميله في العمل مؤكدا له إنه كان مقصرا لعدم تسميد مزرعته .. وتعالت الاصوات في احد اقسام الدائرة التي ينتسبون فيها.. هناك من دافع وقال ان الانترنيت كان مقطوعا او لايملك مبلغ التسميد.. حوار غريب عندما تسمعه تضطر الى السؤال ماذا تقصدون ،يأتيك الجواب انها المزرعة السعيدة.
فالمزرعة السعيدة"، تلك اللعبة التي أصبحت هوس وإدمان رواد الفيس بوك من كل الأعمار والجنسيات واقتحمت المنازل ودوائر الدولة الرسمية لتعلن سيطرتها على اغلب عقول الموظفين والمستخدمين من كل الجنسين ولمختلف الاعمار ،ولتؤجل بسببها اعمال اليوم الى غد والى مالانهاية من الواجبات.
تبدأ القصة عندما تأتيك رسالة تقول : اكثر من 1000,000 مشارك يلعبون المزرعه السعيدة في العراق حصلوا على 500 دينار و200 هديه مجانيه ..هل تريد ان تكون من هؤلاء الاشخاص !.انطلق الان وابهر اصدقائك.
دفعت هذه اللعبة الشباب اضافة الى تضييع الوقت الى شراء كودات اللعبة لتضيف متعة جديدة لها وهي توسيع مساحة المزرعة اكثر وتسمين عجولها وبيعها اضافة الى جمع الحليب ومشتقاته الخيالية و الحصول على اعلى رقم من الذهب.
سمر عبدالله صاحبة مكتب استنساخ تقوم بلعب (المزرعة السعيدة) لمدة تتجاوز الخمس ساعات يوميا في حال توفر لديها انترنت .
تقول : انا الغي الكثير من المواعيد المهمة من اجل لعب المزرعة فقد الغيت دعوة عشاء وايضا حفلة عيد ميلاد ،واحس بالراحة والاطمئنان عندما العبها كذلك انسى همومي واحزاني اليومية ومعاناة العمل ، كما ان اصدقائي موظفون يقومون بلعب ايضا فمثلا احدى صديقاتي تلعب اغلب ساعات الدوام الرسمي لتملا فراغها الذي تعاني منه ،
واضافت عبد الله ان اخي ايضا مجنون بهذه اللعبة الى درجة كبيرة بحيث انه يخرج من البيت ليلا الى احد المقاهي في حال انقطع الانترنت في البيت .
أما رانيا همام، 23 سنة، فتقول: "في المزرعة السعيدة بالفعل أنا سعيدة، لا وجود للأحزاب أو الإنتماءات السياسية فالكل يساعد الكل وفي المزرعة السعيدة لا مكان للسرقات والشرطة والسجون والشتائم والغش وارتفاع الأسعار جراء التضخم والبطالة.
ويشار الى ان عدد كبير من الموظفين باتوا يسهرون ليلا للعب ، مما يجعل اغلبهم يأتي متأخرا الى عمله ، ومنهم من يكمل نومه اثناء الدوام .
والعدد الكبير الذي يزداد يوماً بعد يوم، وفقاً للإحصائيات العالمية، بخلاف المنتديات الكثيرة التي تتحدث أسرارها وطريقة لعبها والنقاش حولها، جعل القائمين على هذه اللعبة، يدشنوا صفحات خاصة لتلقي الشكاوى والاقتراحات، بل ظهرت صفحات للهدايا أيضاً تحت عنوان "الصفحة الرسمية للمدير التنفيذي للمزرعه السعيدة "حيث جعلوا مع الصفحه هدية مميزة لجميع الأعضاء الجدد، وهي عبارة مبلغ عن 100 دينار و5000 تشغيل تلقائي و500 ألف درهم وتوسيعة واحدة مجانية للمزرعة.
ويضيف احد مراقبي الاعلام في العراق احمد الصادق قائلا : انها مضيعة للوقت فاغلب موظفي الدولة يلعبونها ويأجلون معاملات المواطنين كما انها تسبب التفكك الاسري فتجد فيها الصغير والكبير وانها عالم مثالي خيالي كما انهالا تقدم أي معلومات مشيرا الى ان هناك شركات مالية كبرى وراءها ..
وحسب دراسة عربية ، أن 70% من لاعبي (المزرعة السعيدة) من السيدات، وقد بلغ عدد عشاق هذه اللعبة مؤخراً حوالي 5 ملايين و600 ألف لاعب حول العالم، و أصبحت هذه اللعبة للكثيرين لغزا كبيرا ومستفزا، خاصة من لا يعرفون عنها شيئاً، بسبب طلبات أصدقائهم الملحة لإشراكهم في اللعبة، وكذلك أن المشاهير أيضاً لم يسلموا من إدمانها