لم يمر على مملكة البحرين مصطلح "حقوق الطفل" لا في شريعة ولا في قانون دولي. وإذا ما طرق المصطلح مسامع أمراء وشيوخ الأسرة الحاكمة فإن له – بلا شك- تعريفاً مغايراً عن سائر الدول، إذ أن لا معنى للطفولة خارج بلاط آل خليفة.
في الجزيرة الصغيرة يوغل الأمن في اغتيال الطفولة وقمعها.. وفي مقابل صورة حفيدة الملك حمد بن عيسى شيمة ابنة ناصر تنتشر صور عشرات الأطفال البحرينيين أيضاً.. ولكنهم حرموا الدلال، فمنهم القتلى والجرحى ومعتقلون أيضاً!
كُتب ذات مرة أنه عند ولادة "شيمة" في 16 تموز/ يوليو 2010 أهدى الملك حفيدته الصغيرة شيكاً بعشرة ملايين دينار فقط! فماذا أهدى أطفال البحرين؟
الشهادة
ساجدة فيصل جواد
استشهدت الطفلة ساجدة فيصل جواد، إبنة الأيام الخمس، إثر اختناقها بالغاز السام الذي أطلقته قوات الأمن البحريني بكثافة على منزلها في منطقة البلاد القديم.
محمد عبدالحسين فرحان
يبلغ من العمر ست سنوات، استشهد اثر استنشاقه الغاز المسيل للدموع، وبقي في غرفة الإنعاش حتى توفي صباح 30 نيسان/ أبريل 2011.
علي جواد الشيخ
"قربان العيد" يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً.. قضى الطفل صبيحة عيد الفطر في 31 آب/أغسطس 2011. وبعد أن أنهى صلاة العيد توجه مع رفقاه لقراءة الفاتحة على قبر الشهيد علي المؤمن، حيث كانت قوات الأمن. لاحقته القوات الطفل مطلقة عليه القنابل الحارقة، فأصيب إصابة بليغة في الرأس حتى لفظ أنفاسه الأخيرة بعد وصوله إلى المستشفى بلحظات.
هاشم سعيد
وهو صديق الشهيد علي الشيخ، يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً، التحق به بعد أشهر في مواجهات شهدتها جزيرة سترة بعد اقتحامها من قبل قوات الأمن بوحشية. أطلق الأمن على الشهيد قنبلة حارقة أصابت رقبته ووجهه بشكل مباشر. ولم يكتفِ الأمن بقتل الطفل بل اعتدى في اليوم التالي على المشاركين في تشييعه.
ياسين جاسم العصفور
بعد رسالة وجهها الطفل ياسين العصفور إلى الملك حمد بن عيسى قبل ثلاث سنوات، عبر تلفزيون البحرين، طلباً من المساعدة كونه يعاني من ضيق حاد في التنفس، أتى رد السلطات. قضى الطفل البالغ من العمر أربعة عشر عاماً إختناقاُ بعد إستهداف إحدى الجنازات في بلدة المعامير بالغازات السامة، التي إخترق غازها بيوت الآمنين. ولم تكتف السلطات بقتل الطفل بل عادت لتقمع المشاركين في تشييعه.
علي يوسف السترواي
استشهد ابن السادسة عشر عاماً بعد أن دهسته سيارة تابعة للشرطة البحرينية أثناء تعرضها لمظاهرة في منطقة الجفير في العاصمة البحرينية المنامة.
أحمد جابر القطان
لقي الفتى البالغ من العمر ستة عشر ربيعاً مصرعه على يد قوات الأمن التي تصدت لمظاهرة في منطقة أبو صيبع. اخترق رصاص الشوزن الذي صُوب عليه بشكل مباشر على بعد 10 أمتار.
أحمد شمس
إبن الخمسة عشر عاماً استشهد بطلق ناري مباشر أطلقته قوات الأمن البحريني على وجهه، بعد أن هرب خوفاً من دورية للأمن جابت قريته سار أثناء لهوه مع أصدقاءه، مساء 30 آذار/ مارس 2011.
حسام محمد جاسم الحداد
استشهد الطفل البالغ من العمر ستة عشر عاماً في قرية المحرق شمال العاصمة البحرينية المنامة، لدى تصدي قوات الأمن لمظاهرة سلمية مطلبية تزامنت مع ذكرى يوم القدس العالمي.
العاهات والضرب
زينب شوقي حرم
فقدت الطفلة الرضيعة نعمة البصر إثر اقتحام بلدتها المعامير من قبل قوات الأمن البحريني ودرع الجزيرة في آذار/ مارس 2011، واستهداف المنزل الذي يقطنه مدنيون بالغاز السام. أُدخلت مستشفى السلمانية ومنع أهلها من زيارتها بعد إحتلال المستشفى من قبل الأمن البحريني، بعد أسبوع استلم الأهل الطفلة ليكتشفوا خلال أيام أن الرضيعة فقدت بصرها.
أحمد ناصر النهام
إبن الأربعة أعوام فقد إحدى عينه التي إخترقها رصاص الشوزن ومزقها، بعد أن هاجمه أحد رجال الأمن البحريني مصوباً رصاصه الانشطاري على الطفل مباشرة أثناء مرافقته لوالده الذي كان يمارس مهنته المعتادة كبائع للسمك.
علي السنكيس
تعرض الطفل البالغ من العمر ستة عشر عاماً للضرب والطعن على جسده ورأسه بآلات حادة حتى اغمي عليه، وجرى تكبيله ونزع ثيابه ورميه على الأرض في إحدى الكراجات، وكان الاعتداء هو الثالث من نوعه بعد رفضه مراراً عروضاً للعمل لصالح الأمن البحريني.
الإعتقال
علي حسن
أصغر معتقل سياسي في البحرين والعالم، عمره لم يتجاوز الإحدى عشر عاماً، اعتقلته السلطات البحرينية وحاكمته بتهمة الإخلال بالأمن العام للمملكة.
ميرزا عبد الشهيد ميرزا
معتقل سياسي أيضاً، يبلغ من العمر إثنا عشر عاماً، احتجزته السلطات أثناء هروبه من دورية لرجال أمن كانوا مسلحين، حُبس عشرون يوماً، وحوكم ووُجهت له تهم سياسية، فجُدد سجنه لمدة أسبوع إضافي.
محسن محمد صادق العرب
وهو البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً اعتقل من قبل السلطات البحرينية على خلفية مشاركته في المظاهرات السلمية والمطلبية.
محمد عباس المولاني
يبلغ من العمر ستة عشر عاماً، اعتقل في السجون البحرينية ووُجهت له تهم سياسية على خلفية مشاركته في المظاهرات السياسية التي عمّت البلاد.
أمير عبد الصمد فتحي
اعتقل الطفل البالغ من العمر خمسة عشر عاماً، ضمن سلسلة اعتقالات جماعية استهدفت من هم دون سن الثامنة عشر بتهم التجمهر والتحريض! ويعاني الطفل من مرض مزمن يهدد صحته، ورغم ذلك تعرض في فترة اعتقاله للضرب المبرح من قبل السلطات.
بعد الحكم الأخير على الطفل ميرزا عبد الشهيد ميرزا قبل أيام، وبعدما انتشرت صورة الطفل وهو يهرع إلى أمه المغمى عليها ويسحبه رجال الأمن.. علّق أحدهم في حسابه على تويتر كاتباً: "جلالة الملك، هل تعرف الطفل ميرزا عبدالشهيد؟. بالله عليك اخبرني: من يستطيع ان ينزع من قلب هذا الصغير كراهيته لك. من؟"
فهل يعلم جد شيمة ماذا سيحصد بعدما غرسه في قلوب أطفال البحرين؟