منتديات جنة النعيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا وغلا بزوارنا الكرام
شرفتونا وانستونا بدخولكم المنتدي تصفح المنتدى بكل حريا
واذا احببت ان تسجل عضويتك معنا فيامرحبا بك
أدارة منتديات جنة النعيم
منتديات جنة النعيم
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هلا وغلا بزوارنا الكرام
شرفتونا وانستونا بدخولكم المنتدي تصفح المنتدى بكل حريا
واذا احببت ان تسجل عضويتك معنا فيامرحبا بك
أدارة منتديات جنة النعيم
منتديات جنة النعيم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
Awesome Hot Pink
 Sharp Pointer

 

 50كلمة في رحاب العشق الالهي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشق الحسين
رئيس المشرفين
رئيس المشرفين
عاشق الحسين


ذكر
عدد المشاركات : 4483
احترام القوانين :
50كلمة في رحاب العشق الالهي Left_bar_bleue100 / 100100 / 10050كلمة في رحاب العشق الالهي Right_bar_bleue

الهواية : 50كلمة في رحاب العشق الالهي Unknow11

الورقة الشخصية
النقاط: 10

50كلمة في رحاب العشق الالهي Empty
مُساهمةموضوع: 50كلمة في رحاب العشق الالهي   50كلمة في رحاب العشق الالهي I_icon_minitimeالجمعة يونيو 04, 2010 3:57 am

1- إن المناجاة علاقة خاصة مع الله تعالى، يلزم الحفاظ عليها بالتكتم الشديد.. فلا ينبغي بثها للآخرين؛ فهذا يجعلها عرضة للزوال.. ومن المعلوم أنه حتى عشاق الفانيات، يلزمون كتمان حالاتهم مع من يعشقون.. فهنيئاً لمن كان باطنه خيراً من ظاهره، لا يعلم أمره إلا الله تعالى!..
2- لا شك في أن المؤمن لا يناجي فراغاً، فهو عندما يقبل بوجهه إلى الله تعالى، فإنه يقبل عليه ويتجلى في فكره وقلبه؛ فيعيش حالات معنوية تدرك ولا توصف، مما ينسيه كل الآلام والمشاق.. ولا عجب ممن أدرك تلك الأجواء المباركة، أن يترك لذيذ الفراش، ويقف الساعات الطوال في جوف الليل البهيم، في مناجاة رب العالمين.. حيث الغافلون نيام، وهو يحلق في رفقة المولى جل وعلا!..

3- المؤمن لابد له من أنيس، وهو لا يأنس إلا بالله، أو بمؤمن مثله؛ يمثل تجسداً إلهياً مصغراً بقيمه وصفاته..
4- إن البشر عرضة للفناء والانقطاع، فإذا لم تفرقهم الظروف، حال الموت دونهم.. ومن المعلوم أن الاستفادة الحقيقة، تكون: إما في العلم، أو العمل.. فهو من ناحية إمكاناته محدودة؛ فلا يستطيع أن يستدل على كل سبل الهدى.. ومن ناحية أخرى، قدراته محدودة؛ قد يعجز عن تحقيق مآربه.. فإذن، هو مبتلى: إما بالعجز، أو الجهل.. بينما الله -تعالى- هو الدائم، الذي كان قبلك، وهو معك، وسيكون بعدك.. وهو من بيده زمام الأمور، فكل قصور منتفٍ عنه.. فهنيئاً لمن أنس برب الأرباب!..
5- إن البعض يشتكي من عدم الأنس في مناجاته مع الله تعالى، في حين أنه يأنس بكل لغو وباطل!.. والسبب يكمن في أن قوام المناجاة طرفان: المناجي والمناجى.. فمن اللازم على العبد معرفة الطرف الذي يناجيه، إذ كيف يتفاعل مع من لا يعرفه؟!.. فهنالك فرق شاسع بين المعرفة الوجودية، والمعرفة الوجدانية.. أي فرق بين أن يؤمن العبد إيمانا نظرياً بوجود الرب، وبين أن يستشعر هيمنته على كل شيء في الوجود.. فلو أنه وصل إلى تلك الدرجة، فهل يخشى شيئاً، مهما بلغت به الأمور وضاقت به الأحوال؟!.. إن الأمر يحتاج إلى صدق في الاعتقاد..
6- لا شك بأن كل سلوك في الحياة، يحتاج إلى ممارسة عملية مستمرة؛ لتعزيزه وتنميته.. فالعدّاء يحتاج إلى ممارسة بعض التمارين بشكل رتيب ودائم؛ ليحصل على بغيته، ويفوز في السباق.. وكذلك القارئ، والكاتب، والشاعر..الخ.. والمناجاة أيضاً مع رب العالمين، تحتاج إلى جهد فردي.. فالذين أنسوا بالحديث مع رب العالمين، تعبوا على أنفسهم، حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه..
7- إن على الإنسان استغلال بعض المحطات الحياتية، في المناجاة الخفيفة مع رب العالمين؛ بكلمات وجدانية بليغة، مستندة إلى ما ورد في التراث الدعائي، أو بأي تعبير كان وبأي لغة كانت.. فكم من الجميل أن يبث الإنسان شكواه لربه، ويتحدث معه!..
8- إن العبد أقرب ما يكون إلى ربه، وهو في حال السجود.. لذا فإنه من المناسب أن يطيل في السجدة الأخيرة من الصلاة، وفي سجدة الشكر؛ ليحلق عالياً في الحديث مع رب العالمين.. ومن المناسب أيضاٌ عند التثاقل عن قيام الليل، أن يناجي الله تعالى، ويستغفره، ثم يعاود النوم..
9- إن على الإنسان أن يعوّد نفسه على المناجاة القلبية؛ بأن يذكر الله في نفسه أينما كان، وفي أي حال؛ محققاً مضمون هذه الآية الكريمة: {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ}..
10- يجب على العبد أن يحقق مفهوم الخشوع في المناجاة؛ فهماً لمضامين الدعاء، ورقةً في القلب، وبكاءً.. وإن لم يكن ذلك، فلا بأس بالتخشع؛ أي بالتظاهر بمظهر الخاشعين.. فإذن، هنالك خشوع فكري، وآخر تخشع قلبي.. فعلى المؤمن أن يسعى لتحقيقها؛ ليسمو بروحه في رحاب المولى جل وعلا..
11- إن الكسل مرض، إذا دخل في حياة الإنسان حول العبد إلى موجود مشلول.. والكسل نوعان: كسل مطلق، وكسل نسبي.. ومثال ذلك الإنسان الرياضي، الذي يكون مستعدا لأن يركض عدة ساعات من زاوية إلى زاوية، ولا يشعر بالملل.. بينما عندما يأتي إلى الصلاة، فإنه يتثاقل عن أداء ركعتين.. وذلك لأن الإنسان ينشط في المجال الذي يرغب فيه..
12- إن الإنسان الذي يعيش بلا هدف ولا غاية؛ يعيش حالة من حالات الكسل والتقاعس!..
13- إن تكرر الفشل والإخفاقات في حياتنا، قد يجعلنا نعيش حالة من حالات اليأس من روح الله.. وهذا اليأس حتماً يدفعنا للتقاعس والكسل، إذ أن كل حركة ننوي القيام بها، يكون اليأس هو المسيطر فيها، وهو الآمر -في كل الأحوال- لنا بالتقاعس والكسل {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}.. ولنأخذ بعين الاعتبار أن (اليأس من رحمة الله، من كبائر الذنوب)..
14- إن الإنسان يتأثر بالأصحاب والرفقاء في كل الأمور، حتى في مسألة الكسل.. فإن عاش في وسط من الرفقاء والأصحاب الكسالى؛ فإنه سيرى أن هذه الحياة هكذا كما يتعامل معها الناس بالكسل والخمول.. لذا، لابد لنا من مصاحبة رفقاء، لهم هدف سامٍ في هذه الحياة، لنسير نحن كذلك على نفس الهدف..
15- إن الرضا بالوضع الذي نعيش فيه، لا يدعنا نتطلع إلى المستقبل، ولا أن نتقدّم في الخطوات للسير إلى الله سبحانه وتعالى..
16- إن المنصاع وراء تلك الشهوات الخادعة، سرعان ما يمل منها، وإن كان سعيه حثيثاً وراءها.. سواء أكانت هذه الشهوة متمثلة في شهوة الطعام، أو شهوة النساء، أو شهوة جمع المال، أو غيرها من الشهوات.. وعليه، فإن على المؤمن كبت هذه الشهوات الجامحة، وجعل العقل هو المسيطر والرائد في هكذا أمور..
17- إن الكسل هو داء الروح وداء النفس..
18- إن للكسل طرقا عدة لعلاجه، ولتصيد الفيروسات التي انتشرت في جسم الكسول، حيث أنه يستطيع التخلص منها إن قام بأعمال ترفع عنه الكسل، ومن هذه الأعمال: الغسل، والدعاء في أجواء من جمال الطبيعة، والخروج من الأجواء التي تدعو للكسل، والالتجاء إلى الله للعون للتخلص من الكسل.. وبالتالي، فإنه يجب أن يكون شعارنا: (الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما) ليقينا من هذا الداء..
19- إن للعبادة أثرا لا ينكر في تغيير مسيرة الحياة، للرقي في سبيل الوصول إليه عز وجل.. فالعبادة هي تفاعل الأرواح والجوانح مع الأعمال، قبل تفاعل الجوارح في أجواء الطاعة.. إذ أن الحركة الجوانحية تكون هي السباقة للعمل في سبيل التفاعل المطلوب في شتى أجواء العبادة.. لذا، فإنه من باب البداهة الفطرية التي فطر الله الآدميين عليها؛ وضع خلفية مسبقة تدرس طريقة التكامل للوصول إليه عز وجل؛ لتدفع المؤمن بحركة قوية لهذا الأثر الواضح في التأثير في لوحة الوجود..
20- إن شد الرحال للوصول إلى الحبيب الأحمد عليه الصلاة والسلام، من أجل إعلان التوبة، ورفع أكنة المعصية عن جوانب القلب؛ ليصبح طاهراً نقياً في حضرة الباري عز وجل.. لهي خير زيارة يؤجر عليها الزائر، ويكرم فيها الضيف خير إكرام، سواء كانت زيارة الكريم عن قرب، أو كانت زيارة من بعد.. فالضيافة موجودة، ومأدبة الكريم معدة في كل مكان..
21- إن الرضوخ لأحكام العشق المفروضة على عاتق العاشق، تجعل كل منا ينال ويحوز رضا المولى عز وجل، بالتعرض للتوفيقات الإلهية المتكررة، محققاً غايته المنشودة في سبيل رضاه -تبارك وتعالى- حينما قال: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}..
22- يظن البعض أن مسألة النهضة الحسينية واقعة تاريخية، انتهت بموت العناصر المتواجهة فيها، وهذا خطأ جسيم!.. فكما أن تاريخ المواجهات لم يمت -طوال التاريخ- بين الأنبياء وأعدائهم، ومن هنا جعله القرآن عبرة لأولي الألباب، فكذلك قضية الحسين (ع) خالدة، لأن منهجه (منهج المواجهة مع الظلم الفكري والعملي) لازال حياً ماثلاً للجميع.. فمتى مات الباطل، لتموت المواجهة معه؟..
23- إن الله -تعالى- لا يبقي وليه على حالة واحدة، فهو الذي يقلبه من حال إلى حال، ليتعرف عليه في كل حال، بلون من ألوان المعرفة.. فالتجلي الإلهي في ساعة الرخاء، يغاير تجليه في ساعة الشدة والضراء مغايرة تامة، يعرفهما من عاشهما.. ومن هنا لا يستوحش المؤمن من البلاء أبدا، ما دام يرى الوجه الإلهي ناظرا إليه بعين اللطف لما هو فيه.. فلذة تلك النظرة، تذهب عنه كل هم وغم.. فالقلب الطليق لا يبالي بالقالب الحبيس..
24- إن الطبع البشري يميل إلى تخليد الذكر، وبقاء الأثر بعد الرحيل من هذه الدنيا الفانية.. ولا سبيل إلى ذلك إلا بالارتباط بمبدأ الخلود، فهو الذي لو بارك في عمل أو وجود ربطه بأسباب الدوام والخلود، كما ورد فيما أوحاه الله -تعالى- إلى نبي من أنبيائه: (إذا أطعت رضيت، وإذا رضيت باركت، وليس لبركتي نهاية).. وهو ما نراه متجليا في نهضة الحسين (ع).. ففي كل سنة تمر علينا ذكراه، وكأنها ذكرى جديدة..
25- إن الإنسان خلق على الفطرة السليمة، إلا أنه بارتكابه للمعاصي والذنوب يخالف تلك الفطرة.. وشيئاً فشيئاً تسلب منه هذه النعمة، ليعيش بعدها في ظلمات التيه والضلال..
26- إن الإنسان عليه أن يعلم بأنه في أمة شرفت بنعمة الإسلام -أرقى الأديان السماوية المستجمع لكل موجبات الرقي والتكامل- والتي تحمل بين كفيها كتاباً يعكس وحي السماء، وهو القرآن الكريم.. وبالتالي، لا ينبغي أن يخرج عليه ويتردى في غيره، بدعوى الحضارة المادية المزيفة، التي تخلو من البلوغ الفكري والنفسي..
27- إن البعض يظل متحيراً، يبحث في بطون الكتب عن المذهب الحق، ولا يكاد يصل.. ونحن -بحمد الله -ولدنا في بيئة ولائية، فعلينا أن نحاول من خلال المطالعة والتأمل والتدبر، تحويل هذا الإيمان الفطري إلى مسلك في الحياة عن قناعة.. وأن نبالغ في شكر هذه النعمة بالإتباع والعمل، وإلا فسيكون مصيرنا الحسرة والندامة كما جاء في حيث إمامنا الباقر (ع): (إن أشد الناس حسرة يوم القيامة، عبد وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره)..
28- إن فترة الشباب هي فترة القوة والحيوية والنشاط، وهي سرعان ما ستطوى.. لذا، ينبغي للمؤمن العاقل استغلالها في طاعة الله عز وجل، قبل أن تورثه تلك الفترة الندامة والأسى، كما قال الرسول (ص): (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ )..
29- إن هذه الأرض تزخر بالبلاءات والفتن، ونحن بحمد الله -تعالى- نعيش حالة من الأمان والاستقرار.. لذا، علينا اغتنام الفرصة في تثبيت ما نحن عليه: اعتقاداً، وعلماً، وعملاً، قبل أن تضج الأرض بمن عليها لطلب الفرج، من الضيق والهرج والمرج..
30- إن العزة نعمة من الله -عز وجل- لعباده المؤمنين، فهو العزيز، والذي {وتعز من تشاء وتذل من تشاء}.. وكم من إنسان كان عزيزاً في مجتمعه وقومه، وإذا به بسوء سلوكياته، يسقط من الأعين فيفقد التأثير والقبول الاجتماعي..
31- إن من أكبر صور الخسران: فقدان نعمة شفافية القلب، وسرعة الدمعة، والتفاعل مع ذكر الله عز وجل؛ بارتكاب المعاصي..
32- إن حركة الحسين (ع) كانت أسلوب حياة في التعامل مع النفس والآخرين، فإنه أراد أن يعلمنا درس العبودية في كل مراحل حركته المباركة.. فنراه يخرج من جانب البيت الإلهي الآمن، عندما يرى رضا ربه في ذلك.. ونراه يعرض عياله للأسر والسبي، عندما يرى بأن الله -تعالى- شاء أن يراهن سبايا.. ويعرض نفسه لأقصى صور الهتك والتعذيب، عندما يرى بأن الله -تعالى- شاء أن يراه قتيلا..
33- إن المؤمن إذا رأى إدباراً في قلبه، عليه أن يسعى سعيه، ويطلب من رب العالمين أن يقلب هذا القلب، فهو مقلب القلوب.. ولا يخفى أن هذا الزمان من أسوأ الأزمنة من حيث فرص التكامل، إذ الدنيا ببهرجتها وبزينتها، وشبهاتها؛ شاغلة ملهية مشتتة للفكر والحس.. فأين نحن والوصول إلى درجات الصديقين من السلف الصالح؟!.. ومع ذلك فهذه الآية تبعث على الأمل: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}..
34- إن إحياء ذكر أهل البيت (ع) لا ينحصر في القوالب اللفظية من: إنشاد الشعر، وذكر الفضائل، وإقامة العزاء وغير ذلك.. وإن كانت كلها درجة من درجات إحياء الذكر.. إنما الإحياء الأكمل يتمثل في ترجمة سيرتهم العملية في حياتنا الفردية والاجتماعية.. فلو أن الناس اطلعوا على محاسن أقوالهم وتطبيقاتها في الحياة المعاصرة، لما وسعهم إلا الاتباع العملي والولاء الفكري والتعلق العاطفي..
35- إن البكاء -وإن كان في ظاهره يتمثل في جريان الدمع من العين- إلا أنه في الواقع عملية معقدة لها جذورها في الفكر والقلب، ولها آثارها على الجوارح.. إذ أن البكاء حصيلة تفاعلات باطنية متمثلة في: الاعتقاد النظري بقدسية الجهة التي نبكي على مصائبها، من جهة انتسابها لمصدر القدسية العظمى في الوجود، المتمثلة بقدسية الرب المتعال.. كما أنها حصيلة تفاعلات قلبية مرتبطة بذلك الاعتقاد..
36- إن البكاء في منطق الفرد والأمة: موقف يتخذه الإنسان إلى جانب اليد واللسان، للتعبير عن رأيه في مفردات الحياة.. وعليه، فإن البكاء على سيد الشهداء (ع) إبداء لنوع استياء من كل صور الظلم التي وقعت على الأمة، بعد غياب المنهج السماوي الذي رسمه الله تعالى لها، والمتمثل بميراث الكتاب (الحبل الممدود بين السماء والأرض) وميراث العترة (الحبل الممدود بين النبي والأمة).. والأشجار تعرف بثمارها، ومن المعلوم أن واقعة الطف هي الثمرة المرة للشجرة الخبيثة، التي جاء وصفها في القرآن الكريم..
37- إن الأسلوب الطبيعي لإصلاح الأمة، يتمثل في الحديث والموعظة، التي يخاطب بها العقول والقلوب..
38- إن مجالس الحسين (ع) تعد بحق جامعة كبرى لها فروعها في عواصم المدن الكبرى إلى الأرياف الصغرى.. ومن هنا لا نرى أمة متفقهة في كليات الشريعة -فقها، وتاريخا، وسيرة- كأتباع مذهب أهل البيت (ع) الذين يدخلون هذه الجامعة شهرين في كل عام، سواء في ذلك الصغير الذي لم يبلغ الحلم، إلى الكبير الذي وصل إلى مشارف نهاية عمره!..
39- هناك ارتباط وتجانس بين عشرات ثلاث: العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والعشر الأوائل من شهر ذي الحجة الحرام، والعشر الأوائل من محرم الحرام.. وهي بمجموعها تمثل شهرا كاملا في كل عام.. علينا أن نتخذ من مجموع هذه العشرات المباركات، والموزعة على مدار السنة محطات لإعادة الصلة بالله -تعالى- الذي نبتعد عنه خطوة بعد كل معصية؛ لنعوض بذلك أميال البعد عنه، بخطوة جريئة إليه في كل موسم مصالحة!..
40- إن مجالس ذكر الحسين (ع) إنما هي في واقعها ذكر لله تعالى، فإنه إنما اكتسب الخلود، بتحقيقه أعلى صور العبودية لرب العالمين.. وهي الفداء بالنفس، وأية نفس؟!.. وعليه، فلابد من توقير تلك المجالس، بالدخول فيها: بالتسمية، والطهور، واستحضارها كجامعة من أعرق الجامعات الإسلامية الشعبية..
41- إن من الراجح شرعاً أن الجود بشيء من الفضل، يكون أمراً حسناً ممدوحاً.. ولكن الأسمى منه أن يجود المرء بما هو في أمس الحاجة إليه، ومن الواضح أن هذا لا يكون إلا عند من بلغ بنفسه مدارج الكمال، وبالتالي يكون مصداقاً لقوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ}..
42- ينبغي للمؤمن أن لا يتوقع من الآخرين الجزاء، ولا يأبه بشكر شاكر أو مدح مادح.. بينما يجب أن يكون كل همه، كسب الرضا والقبول الإلهي، وأن يكون مصداقاً لقوله تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا}.. فهل نحن كذلك؟..
43- إن من بواعث الهمة والجدية والنشاط، هو تذكر هذه الآية: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا}، فهو كان عدماً، وكذلك صائر إلى عدم.. فإذا كان اللقاء بالله -عز وجل- واقعا لا محالة، لماذا لا نجعله لقاءً اختيارياً؟.. (موتوا قبل أن تموتوا)!.. لكي نرى حقائق الأمور، ينبغي رفع حجاب الغفلة والشهوات النفسية، قبل فوات الآوان، وحينها لا ينفع الندم ولات حين مناص!..
44- إن حقيقة الولاية المأخودة من (القرب) تعني الاقتراب ممن ندعي ولايته، في حقل (العقيدة، والسلوك، والمشاعر).. وإلا فلا يتحقق القرب الذي يدعيه الموالي..
45- إن هنالك ممارسات خاطئة في أسلوب الدعاء وطريقته، رغم أهمية الدعاء في أصله.. فمن ذلك: اتخاذ الدعاء وسيلة لتفريج الهموم، دون أن يكون الدعاء وسيلة لتعميق الصلة مع رب الأرباب.. ولهذا نلاحظ الداعي يبتعد عن جوه الروحي المتميز، بمجرد الحصول على حاجته..
46- إن الداعي الذي يدعو لقضاء حاجة ولم تتحقق؛ يعيش حالة من اليأس، والسخط اللاإرادي تجاه الخالق الحكيم الذي يعطي حاجة الداعي: إما معجلة، أو مؤجلة، أو مؤخرة إلى يوم القيامة.. بحيث يتمنى لو لم تستجب له دعوة واحدة، لما يرى من الأجر الجزيل..
47- إن البعض يعيش حالة من الاسترخاء والفتور بعد الدعاء الذي يصاحبه شيء من الرقة، وكأنه يركن إلى ذكر ربه له.. وهو غافل عن حقيقة أن لكل يوم حكمه، فلا ينبغي الركون إلى ساعة الذكر السابقة، وهو الآن من الغافلين.. فإن العجب اللاحق لحالة الإقبال من المهلكات..
48- إن البعض يعتمد على الدعاء، تاركا السعي في تحقيق حاجته، وكأنه يريد من الله -تعالى- أن يقوم بكل شيء نيابة عن الداعي!.. وما الدعاء إلا توفيق بين الأسباب من العبد، والمسببات من المولى..
49- يتحول الدعاء -وخاصة عند الالتزام بذكر أو ورد معين- إلى حالة من لقلقة اللسان، لا يفقه الإنسان شيئا مما يقول.. ومن المعلوم أن هذا النمط وإن كان خيرا من العدم، إلا أنه لا يعتد به كثيرا في تحقيق القرب من المولى، الذي ينظر إلى القلوب لا إلى الصور والأبدان..
50- إن إقامة الصلاة حقيقة تغاير حقيقة إتيان الصلاة، والفرق شاسع بين الإتيان والإقامة!..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
50كلمة في رحاب العشق الالهي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات جنة النعيم  :: احديث اهل البيت الاطهار,فتاوة العلماء,كتب متنوعه :: جنة الاسلاميات-
انتقل الى: