لا نجاة إلا بولاية علي علية السلام
ينقل عن الحاج نوري عليه الرحمة عن احد المشايخ الكبار قال :كان في قريتنا مسجد يتولى رعايته وإمامته شيخ اسمه محمد بن أبي اذينة , وكان هذا الشيخ إمام للجامع ومدرسا للطلاب في الوقت نفسه , وفي احد الأيام انتظرنا مجئه كالعادة للصلاة والتدريس إلا انه تأخر علينا , ولما مضت مدة ولم يحضر إلى المسجد , توجهنا جميعا إلى داره فوجدناه ملقى في الفراش وقد غطى جسمه بقطعة من القماش ,وهو يصرخ هولاً وفزعاً ويقول :لقد احترقت , لقد احترقت,ولما سألناه عن حاله أجاب بصعوبة : إن جسمي جميعه يؤلمني بشدة عدا فخذي .
لقد كنت نائما ليلة أمس, فرأيت في الحلم كان القيامة قامت , وجاء النشور ثم أتوا بجهنم ونصبوا عليها الصراط , ورأيت الناس زرافات ووحدانا يعبرون على الصراط .
وكنت ضمن المجموع المشتركة , فمشيت على الصراط كا لآخرين لكن ما إن مضيت فترة قصيرة حتى وجدته قد ضاق ودق واهتز تحت قدمي بشدة.
وحينما نظرت إلى أسفل وجدت نارا هائلة تموج في وحشة الظلام و نار لا يمكن وصفها ولها السنة متموجة هائلة , ثم تعثرت قدماي فخرجت إحداهما عن الصراط , فاستندت على الثانية ولكنني وفي لحظة مخيفة وجدت نفسي وقد سقطت في هاوية النار الموحشة وحرارة اللهب الهائل , ولا ادري ماذا افعل ومهما اصرخ ولا من مجيب .
وفي هذه اللحظات تذكرت أن عليا علية السلام هو غياث المستغيثين وداعي الملهوفين , فقالت : بقلب واجف كله أمل وتضر : - يا علي ,يا علي .
ما إن نطقت بهذه الكلمات التي خرجت من قلبي كما من لساني , حتى شاهدت نور علي (ع) يتلألأ فوق راسي , فنظرت فإذا بعلي (ع) قد وقف فوق الصراط وقال :هات يدك يا رجل , ومد يده لينقذني , فابتعدت السنة النار وأصبحت بردا وسلاما من أطراف يده المباركة , ثم انتشلني بلطف يده الحنون , ورفعني من النار ثم مسح بيده الكريمة على فخذي . وافقت من النوم مرتعبا خائفا وجلا فوجدت جسمي جميعه يحرقني بلسعات مؤلمة عدا تلك المناطق التي مسها أبو الحسن أمير المؤمنين (ع) . فرفع الشيخ غطاءه فوجدنا جسمه تحول إلى قطعة من الدمامل والجلد المحروق عدا فخذيه فهما سالمان تماما .
ثم عالج الشيخ حروقه لعدة أشهر حتى شفاه الله برحمته الواسعة .
وكان هذا الشيخ يصاب بالحمى كلما تذكر أو سأله احد عن تلك الرؤيا الصادقة المرعبة .