أحد أهم الأحداث الطارئة التي تشغل العالم الآن وهي انفلونزا الخنازير. فحتى لحظة كتابة هذا الموضوع وصل عدد الوفيات في المكسيك فقط إلى 149 قتيلاً، وأعلنت الولايات المتحدة والمكسيك حالات الطوارئ لمواجهة المرض، كما دعت منظمة الصحة العالمية إلى اجتماع عاجل وحذرت من تحول المرض إلى وباء.
ولذا سنتعرف معاَ في هذا التقرير على انفلونزا الخنازير عن قرب من خلال بعض الأسئلة:
تعريف إنفلونزا الخنازير !!؟؟
نعرف جميعاً بالطبع الانفلونزا العادية، وهي الفيروس الموسمي الذي يصيبنا جميعاً ويتسبب في الحمى والسعال وآلام الحنجرة والمفاصل. هذا الفيروس يصيب الحيوانات أيضاً، ولا ينتقل عادةً منها إلى البشر، ولكن يحدث في بعض الأحيان أن ينتقل نتيجة الاتصال المباشر بالحيوانات كما حدث في حالة انفلونزا الطيور.
أضف إلى ذلك معلومة أخرى، وهي أن فيروسات الانفلونزا المختلفة (سواء تلك العادية التي تصيبنا أو تلك التي تصيب الحيوانات) تستطيع أن تتبادل الجينات فيما بينها لتحور من شكلها وخواصها، ويحدث ذلك غالباً (كما يظن العلماء) حين يصاب نفس الشخص أو الكائن بنفس النوع من الفيروس في وقت واحد.
والآن لنتخيل الآتي:.. ماذا سيحدث إذا أصيب نفس الشخص بالانفلونزا العادية وانفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير في وقت واحد؟
سينتج نسخة جديدة من الانفلونزا بتركيبة جينية جديدة، وهو ما حدث بالفعل في حالة انفلونزا الخنازير التي تنتشر الآن، لأن العلماء اكتشفوا أنها تحوي جينات من الانفلونزا العادية التي تصيب البشر وانفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير في آن!!!!
طرق أنتقال المرض :
لقد تحور المرض كما ذكرنا وأصبح ينتقل من البشر للبشر من خلال الهواء عن طريق السعال والعطس مثل الانفلونزا العادية، هذا بالطبع بجانب انتقاله الطبيعي من الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة، وحتى من الخنازير الحاملة للمرض التي لا تظهر عليها الأعراض.
أعراض المرض :
هي نفسها أعراض الإصابة بالانفلونزا العادية، أي ارتفاع درجات الحرارة عند المصابين بالفيروس والإصابة بالنعاس والكسل وانعدام الشهية والكحة وسيلان الأنف واحتقان الحلق الغثيان والقيء والإسهال.
ولكن، هل ظهر هذا المرض من قبل؟
نعم، ظهر أكثر من مرة حيث وقعت إصابات به بين عام 2005 و 2009، حيث أصيب 12 شخصاً بالفيروس في الولايات المتحدة غير أنه لم تقع أي حالة وفاة بالمرض، وفي عام 2007 وردت أنباء عن إصابات بالفيروس في كل من الولايات المتحدة وإسبانيا، وفي عام 1988 أصيب سيدة أمريكية حامل بالفيروس وتلقت العلاج لكنها توفيت بعد أسبوع، وفي عام 1976 تم الإعلان عن إصابة 200 شخص وأعلن عن حالة وفاة واحدة.
إذا كان هذا المرض قد ظهر من قبل فلماذا كل هذه الضجة الآن؟
لأنه وكما تحدثنا من قبل، ونتيجة تحور جينات الفيروس ظهرت سلالة جديدة من المرض لا يوجد لها لقاح ولا يعرف إذا ما كانت اللقاحات المتوفرة ضد الانفلونزا قادرة على توفير الحماية ضده أم لا. أضف إلى ذلك انتشار هذا المرض الجديد بسهولة بين البشر.
ثم نضيف إلى ذلك كله أن عدد الوفيات حتى لحظة كتابة هذا الموضوع تعدت الـ 149 شخص في المكسيك فقط وهو ما يفوق كل الحالات المسجلة سابقاً بكثير، ولذا تخشى منظمة الصحة العالمية بشدة تحول هذا المرض إلى وباء.
وهل سيكون الأمر خطيراً للدرجة إذا تحول هذا المرض إلى وباء؟
الإجابة بسيطة: في عام 1968 تفشى فيروس “انفلونزا هونغ كونغ” وأدى إلى وفاة مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، وفي عام 1918 تفشى فيروس “الانفلونزا الإسبانية” وأدى إلى وفاة 100 مليون إنسان !!!
العلاجات المتوفره للفيروس !
هناك لقاحات متوفرة تعطى للخنازير لتمنع إنفلونزا الخنازير، ولا يوجد لقاح يحمي البشر من إنفلونزا الخنازير. لكن تقول السلطات الامريكية ان دواءين يستخدما في علاج الانفلونزا، وهما تاميفلو وريلينزا، اظهرا نجاحا في علاج الحالات التي سجلت حتى الآن.
كما تقلل تلك العقاقير ايضا احتمال انتقال العدوى من شخص لآخر.
وسنبقى على اطلاع بأي تطور هام في هذا الموضوع خلال الفترة القادمة.