الهيئة وسقوط الغربال!

سمر المقرن * - « صحيفة أوان » - 15 / 4 / 2009م - 1:59 ص

كلما أقرر عدم الكتابة عن أي موضوع يخص هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنني -مليت- أجدني محاصرة بأحداث لا يمكنني تجاوزها، خصوصا أن هيئة الأمر بالمعروف في بلادي كل يوم لها «موضة» جديدة من الأحداث الغرائبية التي جعلت مجتمعنا محل تندر وتفكه لصحف وشعوب العالم، على الرغم من أننا قبلنا أن يكون للمعروف هيئة وموظفون، وسلمنا أمرنا وتدبير حياتنا وأفراحنا وأحزاننا لهم، إلا أننا لا يمكن أن نقبل هذا الإصرار العجيب من بعضهم على عدم احترام خصوصية أو كرامة أي شخص كتب عليه القدر أن يعيش ضمن أناس يتمتعون بكافة الصلاحيات ولا تستطيع أي أجندة تقويم أو تقييم أن تطال آلية عملهم، آخر«موضاتهم» ما تناقلته وسائل الإعلام عن تهجمهم على رجل انزل زوجته على باب السوق وتهديدهم له بعدم إيصال ما حدث للصحافة، بعد أن تبين لهم أن المرأة هي زوجته، ولولا شجاعة هذا الزوج وانتفاض قبيلته معه ضد البيان الذي أصدره المتحدث الإعلامي باسم الهيئة، ولولا الشجاعة المنقطعة النظير لدى رئيس الهيئة الجديد الذي أحس بأن القضية لن تقف عند هذا الحد، ولا مجال لغير الاعتراف بالخطأ، ومحاولة الإبقاء على القشة بعيدة عن ظهر البعير لأطول فترة ممكنة، لاستمر الوضع على ما هو عليه، المتحدث الإعلامي الذي كال التهم للزوج ولفق الكثير من التصرفات التي توقع أن تقبلها عقولنا مجبرة، مثلما قبلت سابقا، وبالإجبار مئات البيانات التي تكيل التهم لأطراف، لدي إحساس قد لا يقبل الشك بأنهم بريئون، أيضا قبلنا تواجدهم في الأماكن العامة لدرء المنكر أو القبض على امرأة ورجل في مطعم بتهمة الخلوة.

لم يدر بخلد المتحدث الإعلامي أن هذا البيان الصحفي المكذوب سيتسبب في إقصائه لأنه تعود هو وزملاؤه أن لا حسيب ولا رقيب يدقق في ما يقولون أو يفعلون!

يظهر سؤال بين ركام هذا الحدث كجمرة عنيدة ترفض أن تتلاشى وتصر على الوميض، كم متهم «أو متهمة» قبضت عليهم هيئة الأمر بالمعروف وذهب مستقبله أدراج الرياح لأنه لا يملك قبيلة تتكتل للدفاع عنه، وتطرق أبواب كبار المسؤولين بأوراق براءته، كم متهم افترسته أنياب أحرف متحدث رسمي باسم هيئة الأمر بالمعروف ويختار السكوت على مناطحة جبل«إن سقط عليك قتلك وإن سقطت عليه قتلت نفسك!». منذ سنوات طويلة ونحن ننادي بمراجعة آلية عمل هيئة الأمر بالمعروف ووضع ضوابط لاختيار موظفيها، فإذا كان هذا مستوى المتحدث الإعلامي الرسمي للهيئة فكيف ببقية موظفيها، لدينا أمل كبير بالرئيس الجديد لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بعد موقفه الذي سيكتبه التاريخ في سابقة أن الهيئة تعترف لأول مرة بأنها مخطئة، على أن تتم مراجعات كاملة وحقيقية وصادقة لعمل موظفي الهيئة قبل أن يسقط الغربال الذي تمكن رجاله من وضعه على الشمس عشرات السنين، نعم لدينا مشكلة مع الهيئة ويندر أن تجد مواطنا ليس له مشكلة معهم، ولكن ليست هي تلك المشكلة التي يروج لها منسوبوها من أننا ضد الدين، مشكلتنا مع الهيئة اختلاف مفاهيم حول ما يدّعون أنهم أحق بفهمه أكثر منا، فهم يعرّفون «النهي والأمر والمعروف والمنكر» حسب مفهوم إقليمي يكيفونه وفق مصالح أغلبها ليس من الدين بشيء!

ثانكس ع الخبر

ينطيك ربي الف عافيه

الله ينصرنا عليهم / تسلمي اختي عالطرح

اخوكِ /شاعر

سلمت يداك اختي على الطرح

عااااااشق الحسين

[size=21][b][size=25]مشكورين على المرور
[b]ربي يـ ع ـطيكم الـ ع ـافيه

[/b][/size][/b][/size]